الثلاثاء، 7 ديسمبر 2021

قصة قصيرة تحت عنوان{{قصة_الخلود}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة{{الزهراء_فاطمة}}

 

#قصة_الخلود

عندما كنا صغارًا كان والدي يَحكي لنا قبل النوم بعض الحكايات أو ما تسمى بالعامية (حكايات جدتي) ويبدأ بالسرد في حكاياتهِ حتى يتأكد منا جميعاً بأن النوم يسرقنا لكنني كنت أستمع إلى حكايات والدي وانا مغمضة العينين حتى النهاية وبعدها يغطينا بالأغطية ويقبلنا بكل حنان الأبوة ٫ وفي إحدى حكى لنا إن لدينا أخ أكبر منا جميعًا وأسمهُ خالد وبدأ والدي بالسرد عن تفاصيل خالد كيف كان شجاعًا ومتفوقًا في علمهِ ومحبًا للخير والأنسانية كيف كان ينصر المظلومين ويسترجع حقوقهم من الظالمين وكيف كان يصفع الظالمين بصفعة عدل ولا يخشى في الله لومة لائم وكيف كان يجلس الارض ولا يأبى لكرسي الملوك ٫ كان ملكًا بلا تاج تجسدت فيه كل معاني الخُلق الرفيع والمحبة للناس والشدة على الظالمين وكان يسير بين الناس من غير حماية له لأنه يقول من كان على حق لا يَخشى أحداً وأنهم يجب إن يخشونه لأنه يعرف الحياة زائلة ولا بد من لنا رجعة إلى الله كما قال تعالى "إن الأرض يرثها عبادي الصالحون" 
وكيف أحبه الناس وجعلوه ملكًا عليهم وكيف كانت مملكته عادلة في كل شيء أحبه الناس والمخلوقات لا تعنيه المظاهر الخداعة وكان يثمن جواهر ومعادن الناس ولا زال والدي يسرد لنا عن اخونا خالدًا الذي لمْ نراه ولكننا احببناه حبًا شديدًا وتعلقنا به رغم أننا لم نراه وفي ذات مرة لم أطيق الأمر وكان والدي يحكي لنا صفات خالدًا الفريدة حتى قمت وفي عيني الدموع المحبوسة وقلت أين اخونا خالد يا أبي ؟ 
لماذا تخفي عنا أخ يحمل كل هذه الصفات ؟ 
فَتبسمَ والدي ومسح على رأسي برفق وقال كل منكم خالدًا يا أبنتي٫
فصمتُ متعجبة !!
وواصل والدي الحديث فالأنسان يا أبنتي يخلد بالعمل الصالح لمنفعة البشرية وكل الكائنات وكل ما خلقة الله٫ الأنسان يا أبنتي يخلد بأعماله..
فذهلت ماذا يقصد والدي !!
فقال يا اولادي أريد من كل منكم إن يصبح كخالدًا في صفاته وسيخلد اسمه في السماء قبل الأرض فإن ظلمتكم الأرض لمْ تظلمكم السماء فكم من مجهولين في الأرض معروفين في السماء فتطلعنا الإخوة جميعًا في بعضنا البعض وعرفنا اخيرًا ما كان يقصد إليه والدي وفهمنا عندها قصة خلود الأنسان.

#الزهراء_فاطمة

ليست هناك تعليقات: