الاثنين، 3 يناير 2022

ج(السادس) من قصة {{لحظة ضعف}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة
لحظة ضعف

الجزء السادس

مزق ثوب الليل ضوء سيارة تتجه نحو باب المزرعة ، و صوت محركها بعثر لحظة الود التي جمعتهما ، ذعرت زائرة الليل منها
و ركضت بإتجاه الكوخ ، إرتباكها الواضح شد إنتباه الرجل ، لما كل هذا ياترى .. ؟
واصلت السيارة تقدمها لتقف عند أسفل التلة ، نزل من الدرج الحجري الذي كان يصل أسفلها بقمتها ، دار بينهم حديث طويل ، بعدها غادرت السيارة الحقل 
صعد الرجل الدرج الملتوي بإتجاه الكوخ
وعندما دخل لم يجدها ، إين إختفت 
هم بالبحث عنها ، خرجت من تحت السرير
مالذي تفعلينه هناك .. ؟
لاشيء .. 
لاشيء .. ؟
إذا لما أنت مختبئة إذا كان لاشيء .. ؟
شعرت بالخوف ، ولذلك إختبئت .. 
لم يكن جواب زائرة الليل مقنعا .. ؟
لاحظت ذلك على ملامح وجهه .. 
بادرت بسؤاله ..
ماذا أراد زائر الليل .. ؟
لاشيء ..
أنت أيضا زائرة الليل ياسيدتي .. 
أنا .. 
نعم أنت كذلك .. 
فتح الدولاب ، وأخرج منه بندقية ..
شعرت بالخوف ، لما أخرجت البندقية
لاشيء .. 
حمل بندقيته وخرج من باب الكوخ 
بعد عشر دقائق عاد ، ليقف أمام المدفئة
هل تشربين القهوة .. ؟
لم ترد ، كان غاضبة جداً ، من إجاباته المقتضبة ، لم يعرها أي إهتمام ، أعد القهوة ، شرب فنجان ، أشعل سيجارة 
ثم جلس على كرسيه الهزاز ، وبدأ بقراءة الرواية ، كان الغضب واضح عليها ، نهضت
وأطفئت النور ، نظر إليها من دون كلام 
دخلت تحت الفراش وغطت رأسها .. 
إبتسم وهز رأسه ، وأسنده على كرسيه
بعد ان وضع البندقية على فخذيه ..
وعلى حين غرة ، مزق هدوء الليل صوت إطلاق نار كثيف .. ؟
رفعت عن رأسها الغطاء مذعورة ، لم يكن صاحب موجود .. ؟
دارت معركة شرسة ، وكأنها حرب جيوش
عدة طلقات أصابت الكوخ ، السيدة منبطحة على الأرض ، لاتعرف مالذي يجري ، بعد خمسة عشر دقيقة من تبادل إطلاق النار ، ساد صمت غريب ، ليرتفع بعد ذلك صوت صراخ ، سب وشتم وصب لعنات .. ؟
زائرة الليل ترتجف ، بكت خوفاً من تلك التي تدور حولها ، هي وحيدة ، وصاحب الكوخ بات غامضاً ومرعباً بالنسبة لها .. ؟
مرت دقائق ، سمعت بعد ذلك صوت صافرات تشبه صوت سيارات الشرطة
لتسمع بعدها صوت أقدام تصعد على الدرج الحجري الذي يوصل للكوخ ..
أسرعت للإختباء تحت السرير ، فتح الباب
ببطء شديد ، أغمضت عينيها ، تسارعت ضربات قلبها ، وتسارعت أنفاسها ، تعرقت
بشدة ، هي خائفة جداً ، صوت الأقدام توقفت بداخل الكوخ .. ؟
لاشيء تغير ، صمت مرعب ، قررت ان تنظر من تحت السرير ففعلت .. ؟
صاحب الكوخ يقف في نقطة المنتصف 
وثبابه مبتلة وملطخة بالطين ، لازمت مكانها ، هي خائفة ، وضع البندقية بداخل الدولاب ، بدأ بخلع ملابسه ، هي تنظر بحذر ، وهو يتجاهل وجودها ، بعد ان غير ملابسه ، خرجت من تحت السرير ، لترمي بنفسها بين أحظانه ، طوقت خصره بكلتا يديها ، و وضعت رأسها على صدره
لم تلمس أي إهتمام منه ، بالغت بتطويق ذراعيها ، و قربت رأسها من وجهه ، كانت
تنتظر ردة فعل من ذلك الرجل ، شعرت بالإمتعاض من تجاهله تجاهها .. 
شعرت بذراعيه تلتف حولها بكل حنان
إبتسمت من دون ان يراها ، أشعرته بضعفها ، وحاجتها إليه ، كانت كالقطة التي تتملق لصاحبه ، ثم شعرت بيده على رأسها ، وهمس بأذنها ، لابأس لاتخافي أنا معك ..

                        يتبع

                                  جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: