الأحد، 2 يناير 2022

ج(الخامس) من قصة{{لحظة ضعف}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة
لحظة ضعف

الجزء الخامس

بعد ان كسر الحاجز النفسي الذي كان يفصل فيما بينهما ، ساد جو من الود ، وتقاربت الرؤى ، كانت لحظة لايمكن وصفها ، تحررت زائرة من مخاوفها ، بدأت بالفعل بصماتها تظهر بوضوح على يوميات الرجل وكوخه العتيق .. 
أعادت ترتيب محتواياته على ذوقها ..
أعدت الطعام ، هي سيدة بيت من الطراز الرفيع ، فتحت نافذة الكوخ ليدخل نور الشمس ، بدأت الحياة تدب بعروق الرجل وكوخه ، كان سعيد جداً بوجودها
تقاسما كل شيء حتى قراءة رواية الكاتب المغمور ، ناقشا أحداثها ، كانت زائرة الليل
ذو خلفية ثقافية كبيرة ، وبالتقادم تعلق فؤاد الرجل فيها ، لكنه فضل البقاء صامتا ، إلا ان يتأكد من مشاعره تجاهها لكن صمت الرجل لم يمر مرور الكرام عليها .. ؟
هي ذكية جداً ، قرأت كل ما بداخله من ملامحه التي بالفعل فضحته ..
بات الرجل كتاباً مفتوح أمامها ، فضلت ان لا تخبره بذلك ، كانت تريد ان يبلغ الذروة 
ليفتح فمه ، ويبوح بكل ما يشعر فيه ولأنها ذكية جداً ، إستغلت ما تملك من فتنة لترغمه على ذلك .. 
لعبت بأعصابه ، وكأنها تلقي بتلك القطع الخشبية على ناره المستعرة أصلاً .. 
تبخترت وتمايلت بمشيتها ، حررت شعرها 
من غطاء الرأس ، لتفسح المجال لتلك الريح الباردة لتداعبه ،  لم يعد الرجل يطيق صبرا .. 
كان كالذي يقبض بيده على جمرة من نار 
و خجلهجعله يبتلع لسانه ، ليمنعه من الصراخ ألما .. 
بداخله بركان يغلي ، و دخان ملء رئتي
ذلك العاشق الصامت .. 
كل تصرفاته كانت مرتبكة جداً ، لم يعد يحسن التصرف أبدا ، بداخله تدور معركة طاحنة بين عقله المتزن و قلبه المجنون
لكن عقله كان هو المسيطر .. ؟
رضا بالقليل ، كان ينتهز الفرص ليقترب منها ، لا لشيء ، ليشم عطرها أو تلتصق ساقه بساقها عند قراءة الرواية .. 
هي تعلم ذلك ، منحته العديد من الفرص
ليحصل على ما يريد ليشعر بالراحة ..
مر على وجدها خمسة عشر يوم ، كانت خمسة عشر يوم من نعيم .. 
رن جهاز الرجل ، زوجته تتصل فيه لتطمئن عليه ، كانت الحاكية الخارجية مفتوحة ، سمعت زوجتها تقول له بأنها
ستأتي عليه مع إبنها الكبير .. 
نظر لزائرة الليل ، كان ممتعضة جداً لسماعها خبر قدوم زوجته .. 
إستدرك الأمر قائلاً .. ؟
لا لاتأتي .. 
أنا لست بالكوخ ، أنا في العاصمة منذ عدة
أيام ، وموعد عودتي ليس بقريب .. ؟
نظر لزائرة الليل ، وجدها تبتسم ، تلك الإبتسامة فهم منها الكثير .. !
توطدت العلاقة فيما بينهما ، مما شجعه ليفصح عن ما بداخله ، صارحها بحبه لها
قالت له أخيراً نطقتها يالرجل .. 
خرجا من الكوخ ، وهما يمسكان بيد بعضهما الآخر ، لان الكوخ بات لايتسع لما هم فيه ، كان الوقت متأخر ، لاح من بعيد ضوء سيارة تتجه نحو الكوخ .. 
إرتعدت زائرة الليل .. ؟

                          يتبع

                                 جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: