الأحد، 9 يناير 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{أرواح تبكي على حطام الذكريات}} بقلم الكاتبة القاصّة الأردنية القديرة الأستاذة {{أحلام محمد الملحم}}


قصة قصيرة للكاتبة الاردنية أحلام محمد الملحم
 "أرواح تبكي على حطام الذكريات"
رنا تلهو كعادتها في باحة المنزل الخضراء الواسعة كجنة عدن وسور يحيط به اضواء ساطعة انارت عتمة الليل المظلم ،تركض كطفل بريء مشى للوهلة الاولى،تتطاير ضفائرها الذهبية من حولها كأشعة شمس ساطعة،تضحك فيلمع ثغرها بحبات اللؤلؤ المنثور ..
 تستعد بفستانها الازرق الشفاف كأن السماء حلت عليه بزرقته،تتناثر عليه تلك الحجارة الكريمة بلون الزمرد لتضفي لجمال عينيها الزرقاوين لمعة تكاد تأسر قلب من يخطف النظر اليها ،وترنو كغزال صغير بخطوات ثابته بإتجاه طاولة بمنتصف الحديقة المليئة بورد الياسمين الذي تعشق رائحته ،فاليوم قد أكملت الخامسة عشر ربيعا من عمرها ،تسترق النظر الى ساعة معلقة بالقرب من حائط الحديقة ،لتدق عقارب الساعة معلنة ربيع جديدا يزهو به عمرها.
لطالما كانت تحتفل كل عام بفرح وحب بعيد مولدها ،لكنها الآن قد قطعت عهدا على نفسها  بإغلاق بوابة الفرح ،وفتح نوافذ الألم ،غزتها مرارة الفقد فاصبح اجمل يوم لها ذكرى لبركان ثائر من نزيف دائم الثوران..
أمي.... امي ....
لا احد يجيب ،انطفأ وهج العالم بموتها ،تبحث في باحات المنزل الكبير الذي ضاق على انفاسها وكتم على قلبها وجعا..
بالامس كنت تطفئين شمعة ميلادي بجانبي،وبعد ساعات قليلة إنطفأت شمعة حياتي ....
إختارك القدر لترحلي عني بيوم لطالما كنت انتظره ،خمسة عشر عاما إحتفلت فرحا،وباقي سنيني إشتعلت قهراً.
أمي ليت الايام تعود لأهبك عمري وماتبقى من حياتي 
اصبحت استجدي حنانك من زوايا الصور المعلقة على جدران غرفتي الباهته، واشتاقكِ باليوم آلآف المرات،وأبكيك وجعا وحسرتا فقد إستعجلتِ الرحيل ،لم أكتفي بدموعي فقط ،سأنزف حتى يجف دمي ،وارحل عن عالم يفتقد لك ،فلا معنى للوجود دون النظر الى جمال عينيك ،والاستراحة في جوف قلبك....
أمي..
 مات العالم واصبح حطاما ومات قلبي ورحل معك الى الابد ،ستبقين ذكرى مخلدة في ثنايا روحي وعالقة في جدار ذكرياتي الدامية.

رحم الله ارواحاً نشتاق لها بألمٍ صامت ،وضجيج مُبهم. 

ليست هناك تعليقات: