اللغة سر نهضة الأمم
""""""""""
أ / بندر علي مجمل
تعتبر اللغة الكائن الروحي لوجود الأمم ، بكل معانيها و خصائصها الجوهرية ؛ وهي الدليل الحسي النابض للمكونات العقلية والفكرية والثقافية والعلمية للشعوب .
و اللغة هي جوهر التخاطب والتفاهم و النظم الحوارية بين أبناء الجنس الأممي الواحد ، فبها تزدهر الشعوب وتتقدم ، وتستمد القوة والعزة منها ، فما ذلت أمة من الأمم إلا أذا ذلت لغتها و انحطت ، مما يجعل المستعمر يستهدف اللغة بشكل مباشر لمحو التلاحم واواصر الترابط الحميمي لأبناء الأمة الواحدة ، فأذا هانت اللغة ، وأثرت اللغة الأجنبية في الخلق القومي ، ضعفت العصبية والعزة في الماهية القومية وتشظت ، واستطاع المستعمر السيطرة على المجتمع المستعمر بسهولة ويسر ، لأنه نزع نزعة التشابه والنوازع المتآزرة للمكونات الوحدة والرأي السديد ، والتساند من صميم الذات الأممي .
وقد حرصت شعوب العالم على المحافظة على لغتهم و مدها بالمعارف والعلوم الإنسانية المتعددة ، وأثراها بالبحوث والدراسات العلمية المختلفة ، وتعمل جاهدة على تعميقها في ذات أبنائها وغرسها بتعمق وتجذر في نفوسهم ، لأنها هي المبادئ المنتزعة من الميل الفكري والأثر الديني و الحقائق القومية للذات الإنسانية .
وكلما كثر المشتقات والبنى الدلالية و اللفظية ، كلما عظم شأنها ، واتسعت رقعتها بين سائر الأمم .
ومن هذا المنطلق ، ينبغي علينا الالتفات حول لغتنا العربية السامية ، والغوص في فراديسها الغنية بالنفائس اللغوية والدلالية والنسق الأدبية والعلمية والفنية الفريدة ، وأنظمتها المعرفية الطامحة ، لكي نرتقي بين الأمم ، ونرقى بلغتنا التي تتصدر جميع اللغات ، بفصاحتها وسعتها المعجمية الهائلة ، لأنها سر نهضتنا وعزتنا الخالد .
أ / بندر علي مجمل - اليمن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق