الاثنين، 10 يناير 2022

ج(الخامس) من قصة {{كيف يأخذ الله الحق}} بقلم الكاتب القاصّ السوري القدير الأستاذ{{غياث شطح}}


 لا تشرك بالله 

مجموعة قصص 
القصة الخامسة
( كيف يأخذ الله  الحق )
احتار نبي الله  موسى ذات مرة من ظلم الناس لبعضهم وأخذ يتفكر كيف يأخذ الله الحق من الظالمين ويعيده للمظلومين فقرر أن يسأل الله وقد كان النبي موسى عليه الصلاة والسلام كليم الله  يعني (يكلم الله جهرا) بلا حجاب فسأل النبي موسى الله  فجاوبه الله سوف أعلمك كيف . فأمره الله أن يذهب إلى شجرة بجوار نبع ماء عينه له وأن يختبأ بين أغصان تلك الشجرة ولا يتدخل مهما حدث فذهب نبي الله موسى الشجرة وإختبأ بين أغصان الشجرة وبعد قليل جاء فارس راكب حصانه وحين وصل النبع ترجل من ضهر الحصان ثم خلع عنه هميانه ليستريح حين يقرفص لاشرب الماء ويغسل وجهه  والهميان حزام عريض من الجلد له جيوب لوضع المال فيه ووضع الهميان بجواره وغسل وجهه وشرب وسقا حصانه ثم إنطلق ناسيا الهميان على جانب النبع وبعد قليل جاء غلام فشرب من النبع ووجد الهميان فنضر من حوله فلم يجد أحدا فأخذ الهميان وذهب وبعد قليل جاء رجل عجوز  فشرب من النبع ويجلس ليستريح فعاد الفارس باحثا عن الهميان فبحث ولم يجده فقال لرجل العجوز أين الهميان فرد العجوز أي هميان فقال الفارس له رجل عجوز وتسرق وتكذب إني لقاتلك ومريح الناس من شرك فأخذ سيفه وقتله ثم بحث بثيابه فلم يجد شيء فنضر حوله فلم يجد أحدا فركب حصانه وإنطلق .
فنزل النبي موسى من الشجرة ونادا الله يا الله ماهذا الظلم الذي رأيته سألتك أن تريني كيف تأخذ الحق في الدنيا لا أن تريني شخص يقتل ظلما .
فناداه الله يا موسى لم يكن فيما رأيت من ظلم .
فقال نبي الله موسى وكيف يارب والذي أخذ الهميان كان الغلام وليس العجوز. 
فكلمه الله يا موسى أسمع ما حدث من قبل  ولم تره لاكني رأيته أما الغلام فلقد كان لوالده أغنام كثيرة وكان يخرج كل يوم ليرعاها وكان الرجل العجوز ووالد الفارس أصحاب فاسدين  فتفقا على سرقة أغنام والد الغلام وحين سرقاه قيداه وأخذا الأغنام وانصرفا وفي طريقهما هاربين بالأغنام أراد الرجل العجوز العودة لقتله خشيته  أن يكون قد عليمهما فضفض والد الفارس أن يقتله فرجع الرجل العجوز لوحده وقتله وفي حين رجوع الرجل  العجوز ليقتل والد الغلام فر والد الفارس بالأغنام وحده ثم باعهم وإخذ ثمنهم وهرب بالمال وحده وما كان داخل الهميان نفس المال الذي باع به الغنم بدرهم والدينار وأما الفرس فإنه مأمور من ملك البلاد ومعه باقي فرسان المملكة لقتل كل سارق يعثروا عليه بعد أن كثرت السرقة في البلاد مما أدا  إلى إنتشار الفقر   في البلاد بسبب و إنعزالها عن باقي الممالك والبلاد لخوف الناس من السارقين فيها .
فقال نبي الله موسى لا إله إلا أنت سبحانك العزيز الحكيم الرشيد العدل عالم الغيب ذا الطول إني كنت من العجولين 
ونتعلم من هذه القصة الكثير ومنه أن لا نعجل بالحكم في ما نرى ونسمع وأن نصبر لحكم الله فإنه لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها وعدهم عدا ولا يغادر منهم أحدا .

ليست هناك تعليقات: