قصة
لحظة ضعف
الجزء السابع
بعد ان لمس شعرها بيده ، شعرت بالرضا
تلك اللمسة جعلتها تبتسم ..
إرتفع صوت أذان الفجر من مآذن جوامع المدينة القريبة ، نظر للساعة الجدارية ، كانت تشير للخامسة والنصف صباحاً ..
أبعدها عنه ، وإتجه للحمام ليتوضء ، ويصلي فرض ربه ..
بعد الإنتهاء من الصلاة ، حمل بطانيته الزرقاء لينام على كرسيه الهزاز ، وقفت أمامه ، منعته من فعل ذلك ..
مابك ، لما تعترضين طريقي .. ؟
إذهب لسريرك ، أنت متعب جداً ، وبحاجة
لسرير دافء لترتاح ، منذ قدومي وأنت تنام على هذا الكرسي اللعين ..
لكن أين ستنامين أنت .. ؟
أنا .. لن أنام ، سأجلس قرب المدفئة ، وسأقرأ الروايه ، نم على سريرك لابد إنك إشتقت إليه ..
غرق الرجل ببحر النوم العميق ، وكأنه ميت ، لايشعر بأي شيء ، كانت ليلة قاسية عليه ..
بعد عدة ساعات من النوم ، أراد الإنقلاب على جنبه الأيسر ، لكنه عجز عن فعل ذلك
أدار رأسه ، زائرة الليل ملتصقة بظهره ..
كانت نائمة بالفعل ، شعر بالتعب من وضعية نومه ، لم يعد يحتمل ألم جسده
هو بالفعل بحاجة للنوم على جنبه الأيسر
إضطر للوقوف على رجليه ، والنوم على الجنب ، وجهه أمام وجهها ..
نظر إليها ، كانت ملامحا طفولية رغم عقود عمرها الاربعة ، هي جميلة جداً، وجذابة ، ورائحة عطرة ، لم تغمض عيناه أبداً ، أطال النظر إليها إقتربت زائرة الليل أكثر فأكثر منه حتى إلتصقت فيه ، ووضعت يدها اليسرى على كتفه ، تسارع نبضه ، لم يعد يتحرك ، خوفاً من سوء الظن ، جبينها إلتصق برقبته ، باتوا حالة واحدة ، حاول العودة للوضع الآخير لكنه عجز عن فعل ذلك ..
هي تحيطه بيدها ، سأل نفسه .. ؟
هل نائمة بالفعل أم تمثل ذلك .. ؟
بعد ساعة كاملة من المعاناة .. ؟
فتحت زائرة الليل عيناها ، نظرت إليه
فإبتعدت ، واعتذرت منه ..
أنا لم أقصد ذلك ، كنت متعبة جداً
وأنت متعب أكثر مني ، لذلك طلبت منك ان تنام على السرير ، بدأت بالقراءة
شعرت بالنعاس والبرد ، حاولت النوم على ذلك الكرسي اللعين ، لكني لم أشعر بالراحة ، ساعات الصباح الأولى تكون شديدة البرودة ، لذلك نمت بقربك ..
أنا من النوع الذي يتحرك كثيراً أثناء نومه
أرجو المعذرة ، أعدك بأن هذا الأمر لن يتكرر أبداً ..
سأعد الفطور ..
لكن بعد ان ننتهي من تناوله ، أريد منك ان تخبرني عن كل ما حصل بليلة البارحة
إتفقنا ..
إتفقنا ..
بعد ان تناولا فطورهم ، غير ملابسه
حاول الخروج من باب الكوخ ، منعته من فعل ذلك ..
مابك .. ؟
الى أين .. ؟
سأذهب للمدينة لزيارة عائلتي ، أنا غائب عنهم منذ مدة ليست بالقصيرة ، لقد إشتقت لهم ، أكيد هم الأن بحاجة للمال ، وسأعود بعد ذلك ..
إشتقت لهم .. ؟
أجل .. إشتقت لهم ..
قبل ان تذهب ، هناك إتفاق فيما بيننا ..
إتفاق .. ؟
أي إتفاق ..
ألم نتفق بأن تخبرني عن كل ما جرى ليلة أمس ، ألم نتفق .. !
نعم ..
هل تذكرين تلك السيارة التي كانت تتجه نحو الحقل ، عندما كنا أنا وأنت واقفين على بعد أمتار من الكوخ ، وقدومها أصابك بالإرتباك فأسرعت لدخول الكوخ ، هل تذكرين .. ؟
نعم .. أذكر ذلك
من كان يقود السيارة ، هو صاحب الحقل الملاصق لحقلي ، جاء يحذرني من وجود لصوص في المنطقة ، لقد سرقوا من حقله عدد لايستهان فيه من الماشية ..
وقبل ان يأتي الي ، نسق مع مركز الشرطة القريب ، ومع جميع أصحاب الحقول المجاورة ، بضرورة الوقوف وقفة رجل واحد ضد اولائك اللصوص ..
حقلي هذا ، وكل الحقول المجاورة ، تقوم بتربية الأغنام والأبقار والدواجن بالإضافة لزراعة نوع معين من المزروعات الإنتاجية التي تدخل في صناعة العلف الحيواني ..
بعد سرقة الماشيه من حقله .. ؟
عاد اللصوص ليسرقوا من حقل السيد محمد ، هب الجميع لنجدته ، وعلا صوت إطلاق النار ، مما أربكهم ، والأن هم بقبضة العدالة ..
هذا خبر جيد ياسيدي ..
لكن الشرطة أخبرتنا ب .. ثم سكت
ماذا أخبرتكم الشرطة .. ؟
لاشيء .. لاتشغلي فكرك بمثل هذه الامور
سأذهب الأن .. الى اللقاء
طريقة كلامه أدخلتها بمتاهة الظنون
ياترى مالذي أخبرتهم فيه الشرطة .. ؟
فضولها كبير ، ولن ترتاح إلا بعد ان تعرف مالذي أخبرتهم فيه الشرطة .. سنرى
تأخر بالعودة ..
شعرت بالملل ، خرجت من الكوخ لتتمشى
وقفت عند حافة التله ، شاهدت عدة قاعات مسقفة ، وبزاوية الحقل البعيدة
هناك منزل صغير ..
فضولها دفعها لتنزل من التله لتستكشف الأمر ، تجولت بين القاعات ، قاعة للأغنام وأخرى للأبقار ، وثالثة للدواجن ..
وجدت نفسها واقفة أمام ذلك البيت الصغير ، وقرب الباب كان يجلس رجل أربعيني ومعه سيدة ..
ألقت بالتحية عليهم ، فردو عليها بأحسن منها ..
ماذا الذي تفعلانه هنا .. ؟
نحن نسكن هنا ونعمل بالحقل بمساعدة
أولادنا ..
لكن من أنت .. ؟
لم يسبق لنا رؤيتك من قبل ياسيدتي ..
أنا ..
أنا شقيقة صاحب الحقل الصغرى
أسكن المدينة ، توفي زوجي ، وليس عندي أولاد ، تعبت كثيراً ، فجاء بي ال هنا
لأغير الأجواء عسى ان ترتاح نفسيتي ..
أهلآ وسهلآ ..
تفضلي أرجوك ، سنعد لحضرتك فنجان قهوة ساخن ، الجو بارد جداً في الخارج ..
دخلت زائرة الليل ، إندمجت معهم بالحديث..
شعرت بالسعادة ، وراق لها الحديث البسيط الذي دار فيما بينهم
وعلى حين غرة .. ؟
طرق الباب ..
يتبع
جاسم الشهواني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق