الثلاثاء، 4 يناير 2022

ج(السابع) من قصة {{لحظة ضعف}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة 
لحظة ضعف

الجزء السابع

بعد ان لمس شعرها بيده ، شعرت بالرضا 
تلك اللمسة جعلتها تبتسم .. 
إرتفع صوت أذان الفجر من مآذن جوامع المدينة القريبة ، نظر للساعة الجدارية ، كانت تشير للخامسة والنصف صباحاً ..
أبعدها عنه ، وإتجه للحمام ليتوضء ، ويصلي فرض ربه .. 
بعد الإنتهاء من الصلاة ، حمل بطانيته الزرقاء لينام على كرسيه الهزاز ، وقفت أمامه ، منعته من فعل ذلك .. 
مابك ، لما تعترضين طريقي .. ؟
إذهب لسريرك ، أنت متعب جداً ، وبحاجة
لسرير دافء لترتاح ، منذ قدومي وأنت تنام على هذا الكرسي اللعين .. 
لكن أين ستنامين أنت .. ؟
أنا .. لن أنام ، سأجلس قرب المدفئة ، وسأقرأ الروايه ، نم على سريرك لابد إنك إشتقت إليه .. 
غرق الرجل ببحر النوم العميق ، وكأنه ميت ، لايشعر بأي شيء ، كانت ليلة قاسية عليه .. 
بعد عدة ساعات من النوم ، أراد الإنقلاب على جنبه الأيسر ، لكنه عجز عن فعل ذلك
أدار رأسه ، زائرة الليل ملتصقة بظهره .. 
كانت نائمة بالفعل ، شعر بالتعب من وضعية نومه ، لم يعد يحتمل ألم جسده 
هو بالفعل بحاجة للنوم على جنبه الأيسر
إضطر للوقوف على رجليه ، والنوم على الجنب ، وجهه أمام وجهها .. 
نظر إليها ، كانت ملامحا طفولية رغم عقود عمرها الاربعة ، هي جميلة جداً، وجذابة ، ورائحة عطرة ، لم تغمض عيناه أبداً ، أطال النظر إليها إقتربت زائرة الليل أكثر فأكثر منه حتى إلتصقت فيه ، ووضعت يدها اليسرى على كتفه ، تسارع نبضه ، لم يعد يتحرك ، خوفاً من سوء الظن ، جبينها إلتصق برقبته ، باتوا حالة واحدة ، حاول العودة للوضع الآخير لكنه عجز عن فعل ذلك ..
هي تحيطه بيدها ، سأل نفسه .. ؟
هل نائمة بالفعل أم تمثل ذلك .. ؟
بعد ساعة كاملة من المعاناة .. ؟
فتحت زائرة الليل عيناها ، نظرت إليه 
فإبتعدت ، واعتذرت منه .. 
أنا لم أقصد ذلك ، كنت متعبة جداً 
وأنت متعب أكثر مني ، لذلك طلبت منك ان تنام على السرير ، بدأت بالقراءة 
شعرت بالنعاس والبرد ، حاولت النوم على ذلك الكرسي اللعين ، لكني لم أشعر بالراحة ، ساعات الصباح الأولى تكون شديدة البرودة ، لذلك نمت بقربك ..
أنا من النوع الذي يتحرك كثيراً أثناء نومه
أرجو المعذرة ، أعدك بأن هذا الأمر لن يتكرر أبداً .. 
سأعد الفطور .. 
لكن بعد ان ننتهي من تناوله ، أريد منك ان تخبرني عن كل ما حصل بليلة البارحة 
إتفقنا .. 
إتفقنا .. 
بعد ان تناولا فطورهم ، غير ملابسه 
حاول الخروج من باب الكوخ ، منعته من فعل ذلك .. 
مابك .. ؟
الى أين .. ؟
سأذهب للمدينة لزيارة عائلتي ، أنا غائب عنهم منذ مدة ليست بالقصيرة ، لقد إشتقت لهم ، أكيد هم الأن بحاجة للمال ، وسأعود بعد ذلك .. 
إشتقت لهم .. ؟
أجل .. إشتقت لهم .. 
قبل ان تذهب ، هناك إتفاق فيما بيننا .. 
إتفاق .. ؟
أي إتفاق .. 
ألم نتفق بأن تخبرني عن كل ما جرى ليلة أمس ، ألم نتفق .. !
نعم .. 
هل تذكرين تلك السيارة التي كانت تتجه نحو الحقل ، عندما كنا أنا وأنت واقفين على بعد أمتار من الكوخ ، وقدومها أصابك بالإرتباك فأسرعت لدخول الكوخ ، هل تذكرين .. ؟
نعم .. أذكر ذلك 
من كان يقود السيارة ، هو صاحب الحقل الملاصق لحقلي ، جاء يحذرني من وجود لصوص في المنطقة ، لقد سرقوا من حقله عدد لايستهان فيه من الماشية .. 
وقبل ان يأتي الي ، نسق مع مركز الشرطة القريب ، ومع جميع أصحاب الحقول المجاورة ، بضرورة الوقوف وقفة رجل واحد ضد اولائك اللصوص .. 
حقلي هذا ، وكل الحقول المجاورة ، تقوم بتربية الأغنام والأبقار والدواجن بالإضافة لزراعة نوع معين من المزروعات الإنتاجية التي تدخل في صناعة العلف الحيواني .. 
بعد سرقة الماشيه من حقله .. ؟
عاد اللصوص ليسرقوا من حقل السيد محمد ، هب الجميع لنجدته ، وعلا صوت إطلاق النار ، مما أربكهم ، والأن هم بقبضة العدالة .. 
هذا خبر جيد ياسيدي .. 
لكن الشرطة أخبرتنا ب .. ثم سكت 
ماذا أخبرتكم الشرطة .. ؟
لاشيء .. لاتشغلي فكرك بمثل هذه الامور 
سأذهب الأن .. الى اللقاء
طريقة كلامه أدخلتها بمتاهة الظنون 
ياترى مالذي أخبرتهم فيه الشرطة .. ؟
فضولها كبير ، ولن ترتاح إلا بعد ان تعرف مالذي أخبرتهم فيه الشرطة .. سنرى
تأخر بالعودة ..
شعرت بالملل ، خرجت من الكوخ لتتمشى
وقفت عند حافة التله ، شاهدت عدة قاعات مسقفة ، وبزاوية الحقل البعيدة
هناك منزل صغير .. 
فضولها دفعها لتنزل من التله لتستكشف الأمر ، تجولت بين القاعات ، قاعة للأغنام وأخرى للأبقار ، وثالثة للدواجن ..
وجدت نفسها واقفة أمام ذلك البيت الصغير ، وقرب الباب كان يجلس رجل أربعيني ومعه سيدة .. 
ألقت بالتحية عليهم ، فردو عليها بأحسن منها .. 
ماذا الذي تفعلانه هنا .. ؟
نحن نسكن هنا ونعمل بالحقل بمساعدة 
أولادنا .. 
لكن من أنت .. ؟
لم يسبق لنا رؤيتك من قبل ياسيدتي ..
أنا .. 
أنا شقيقة صاحب الحقل الصغرى 
أسكن المدينة ، توفي زوجي ، وليس عندي أولاد ، تعبت كثيراً ، فجاء بي ال هنا
لأغير الأجواء عسى ان ترتاح نفسيتي ..
أهلآ وسهلآ .. 
تفضلي أرجوك ، سنعد لحضرتك فنجان قهوة ساخن ، الجو بارد جداً في الخارج ..
دخلت زائرة الليل ، إندمجت معهم بالحديث..  
شعرت بالسعادة ، وراق لها الحديث البسيط الذي دار فيما بينهم
وعلى حين غرة .. ؟
طرق الباب .. 

                           يتبع

                                  جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: