شحوب المداد
سيبكي اليراعُ شحوبَ المدادِ
كما يبكي فينَا الضَّميرُ العليل
و تبكي الحروفُ انحلالَ المعاني
و موتَ السطورِ و ليلاً طويلْ
و تُنعَى البيوتُ بقبرِ القوافِي
و يدنو القصيدُ إلى المستحيل
و كلُّ البحورِ تسيرُ إلى ما
نضتْهُ الصدورُ قُبيلَ الرَّحيل
و بينَ المخاضِ صراخٌ يدوِّي
و يدنِيه مولِدَ فجرٍ و جيل
صباحٌ بهِ المعجزاتُ تمادت
لترفع وهن الجبينِ الذَّليل
و توقِضُ مدًا بكفِّ الرزايا
تحومُ عليهِ الصقورَ دليل
فليتَ الزَّمانُ يبدلُ فينا
طيورَ النوارسِ فوقَ النخيل
ليَرْبُوَ فينَا الفتى العربيُ
يفجِّرَ حرفًا كما السَّلسبيل
جلالةُ ضادٍ و زهرُ القرنفل
و عينٌ يسيل بها الزَّنجبيل
عبدلي فتيحة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق