الاثنين، 7 مارس 2022

نص نثري تحت عنوان{{الذاكرة الرمادية}} بقلم الكاتبة الأردنية القديرة الأستاذة{{أحلام محمد الملحم}}


الذاكرة الرمادية

تنحي ذاكرة الجسد الرمادي عن عقلي الُمنهك، لأرتقي فوق سحائب الفكر المكتظة في مدينة آلامي؛
فلا حاجة لي بجسدٍ مُرهق، أُلقي به على قارعة الطريق الرَّث، محاط بالضواري، تلوكه ألسنة اللهب وتُلقي برمادِ العمر على جنباتهِ، استحوذت قذائف نظراتك على فؤادي، فأصابني ما أصابني من يأسٍ خانق، فشحيحٌ هو هذا الوقت يجتثُ مني أحلامي، فعاندتُ بدموعٍ منهمرةٍ كالغمام أقداري، ومضيتُ أعزفُ على قيثارة الزمن ألحاني، وأتمايلُ برقصاتٍ حالمةٍ على وقع أنغامي، ربما تكون مهربًا لي من آلامي.
إستنفَذتُ ساعات العمر الرملية على مناكب الأرض، تاركة آثار رقصات شرقية،وقصاصاتٍ دونت بها لحظاتٍ أزلية، لأشفى من سقمي وتعبي وتُراهاتٍ وضحكاتٍ وهمية..
فبعدما انهارت أركان بنياني، وقُرعت طبول الفزع في وجداني، وأينعت آلامي، وذُرفت دموع الظلام من جفوني، وكُسرت مهجة القلب، وبقيتُ غريبة بلا عِنوانِ.

هنا....
توقفت قليلًا، علها تُزهر حدائق قلبي ورودًا،وأعاود ترميم أنفاسي..
فينبلجُ الصبح في صدري، وفي روحي تشرق شمس النهار، فحسمتُ أمري، فلن أسقط مجددًا ضريح أحزاني.

سأخيط جراحي  الممزقة، وأخلع عني خريف كتماني، وأغتسل بماء المطر، وأتلفظُ شهقاتي، وأهزم من جديد خذلاني.

*أفيقي يا امرأة الرماد
وانفضي عنك غُبار الأسى الرمادي، وصبي غضبك وسط اللاشيء، ليذوب صقيع صبرك في ثراء أهدابك، فكل هذا السراب، وصمتُ الورق، ولسعةالشوق، ولعنة العشق، لا تصفه أبجدياتي.
اخرجي من حضيض خيباتك، وتلحفي حزنك الأنيق، واجتزي فؤاد الوقت، واطعني هوية الغياب، واغتصبي شموخ الزمن، وامحي ذاكرة هشاشة أفكارك.

لديّ جنوني..وحروبي.. 
بين عقلٍ وقلبٍ وواقعٍ ثمل، فذكريات قلبي ملاذ لي، ومرساة عقلي ترسو بين أوراقي، وواقعي ثمل مترنح يتلفظ آخر أنفاسهِ..

فأعلنت حربي، وطويت وجعي، وصرخ صمتي، سأمضِ وأتوه بين سطور أوراقي، وأستهلك كل أبجديات اللغات، وأعاند كل اقداري، وأخرج عن نصوص كتاباتي، وأرسم انتصارًا مدويًا في كل الأرجاء..

فلا حرج على ذاكرةٍ أصبحت من رماد، بعدما حرقتُها بنار لهفاتي، وتركتها على عتبات طريقٍ مظلم، تداس بجحيم انتصاري.

بقلم الكاتبة:أحلام محمد الملحم

                            "السوسنة" 

ليست هناك تعليقات: