الخميس، 14 أبريل 2022

مقال تحت عنوان{{نساء مبشرات بالجنة}} بقلم الكاتب الليبي القدير الاستاذ {{ابن الحاضر}}


 نساء مبشرات بالجنة..
عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل رضى الله عنها:
جمعت لها مناقب كثيرة لا يتسع المقام لسردها، فهى فقيهة شاعرة بليغة، لم يسجد ابوها لصنم،عاش على ملة ابراهيم حنيفا.
تزوجها عبدالله بن ابى بكر فأغرم بها اشد الغرام ،فلم يكن يستطيع البعد عنها لشدة جمالها وجميل خصالها، فتضايق ابوبكر من فتور همة عبد الله ،فأمره بطلاقها، فطلقها إرضاء لأبيه وهو كاره، فساء حاله بعدها وقال فيها شعرا بليغا، فلما بلغ ذلك ابا بكر رق قلبه وطلب منه ان يراجعها ففعل ،وعادت اليه الحياة من جديد.
شهد عبدالله الطائف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم،فرمي بسهم فأصابه،فأنتقض الجرح بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بأربعين ليلة،فمات شهيدا، فرثته عاتكة رثاء يقطر لوعة واسى فقالت:
رزيت بخير الناس بعد نيهم
وبعد ابى بكر وما كان قصرا
فآليت لا تنفك عينى سخية
ولا ينفك جلدى اغبرا
مدى الدهر ما غنت حمامة
وما طرد الليل الصباح المنورا
فلله عينا من رأى مثله فتى
أكر وأحمى فى الجهاد وأصبرا
إذ شرعت فيه الاسنة خاصها
الى الموت حتى يترك الرمح احمرا.
ولما أحتضر عبدالله قال لها :لك حديقة من مالى ولا تتزوجى بعدى.
فلما إنقضت عدتها خطبها عمر بن الخطاب، فقالت إنى آليت من نفسى مالا أقدر معه على الزواج.فقال: استفتى؟
فإستفت علي بن ابى طالب كرم الله وجهه ورضى عنه،فقال: ردي عليهم ما اخذتى منهم ، وتزوجي.
فردت الحديقة،وتزوجها عمر رضى الله عنه، وكان زواجه منها سنة اثنتي عشر من الهجرة، إقتبست كثيرا من علمه وعدله فكان لها محبا وكانت تقبل رأسه وهو صائم فلم ينهها عن ذلك، ولم يمنعها من الخروج للصلاة فى المسجد، وقد طعن عمر وهى بالمسجد.
، فمات شهيدا،فقالت فيه مرثية بليغة.
خطبها بعد ذلك حواري رسول الله صلى الله عليه وسلم الزبير بن العوام، فأشترط عليه الا يضربها، ولا يمنعها من قول الحق، ولا يمنعها من الصلاة فى المسجد، فقبل فتزوجته.
قتل الزبير رضى الله عنه غيلة يوم الجمل بوادى السباع، قتله عمرو بن جرموز سنة36من الهجرة، فكان كل ازواجها من المبشرين بالجنة.
خطبها الامام علي رضى الله عنه بعد إنقضاء عدتها، فقالت له: انى أشفق عليك يا بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم من القتل.
فقد كان أهل المدينة يقولون من اراد الشهادة فليتزوج عاتكة بنت زيد.
هذا وقد عاشت عاتكة رضوان الله عليها عابدة زاهدة حتى لاقت وجه ربها عام41من الهجرة.
ولا يسعنا فى هذه الومضة المختصرة الا أن نسأل الله لها مزيدا من الرحمة والغفران وان يجمعنا بها على الحوض لا مخزيين ولا مطرودين برحمته الواسعة وهو ارحم الراحمين.
والحمد لله رب العالمين.
ابن الحاضر.

ليست هناك تعليقات: