الأربعاء، 13 أبريل 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{رحلة يتيمة}} بقلم الكاتبة القاصّة التونسية القديرة الأستاذة {{رفيعة الخزناجي}}


 كانت الساعات تمر بطيئة وثقيله ثقل جبال من الرصاص ، وكنت مع وحدتي أعيش،  لا أحد يشاركني فيها وجعي ولا ألمي ، الكل هناك بعيدا عني لا أحد يأبه لي ولما أصابني ، فقدت الصدر الحنون والحضن الدافي ء وفقدت السند الوحيد في الحياة ، رحلت أمي ومعها رحلت السعادة والراحة والأمن ؛ الأب رحل من قبلها ، وتركت وحيدة وسط هذا العالم المليء بالخبث والسوء،  أصبحت كما كرة تتلاقفني الأرجل وترمي بي أينما تشاء وكيف ما تشاء ،العم يلقي بي للخال والخالة تلقي بي للعمة ؛ وبعد كر وفر ومد وجزر قرروا الداعي ملجأ أيتام ؛ حزنت كثيرا 

باديء الأمر ، ثم سرعان ما اقتنعت فربما يغيير الله ما حل بي إلى ما هو أحسن .... لكن للأسف وجدت عالما آخر غريبا عني ، وجوه جديدة منها ما يبدو لطيفا طيبا ومنها ما تبدو عليه علامات لا تريحك ولا تطمنك ؛ ووجدت قوانين ومواعيد للأكل والنوم والقيام بأعمال شتى أخرى لم أتعود عليها .... ازداد حزني عمقا ولبست رداء اليأس وحاولت الهروب من هذا العالم الغريب ، لكن ماكنت بفعل ذلك إلا أزيد الطين بَلة ، وازدادن حالتي النفسية سوء بالعقاب الذي ينالني ؛ ومرور الأيام كنت أتصور على نفسي كما يتكون القنفد وكنت أنزوي مع روحي ومع وجعي .... 
أخيرا قررت أن أعيش مع خيالي وانسى كل من حولي ، فكنت أتصور وجه أمي وضحكي لها كل ما أريد وأطلب منها كل ما أشاء وبدأت أرتاح  وشيئا فشيئا بدأت أقوم برسم وجه أمي على الورق وبعدها تطورت الحكاية فأصبحت أقوم بحوار كامل معها على الورق مع الرسم ؛ وتطورت هذه الموهبة عندي وأصبحت أقوم بشريط كامل مع أمي وأبي ، ثم مع أبطال جدد من خيالي ؛ وانتبه القيمون على الملجأ لذلك وشجعوني وقدموني بعدة مناسبات ثقافية و.....
ومر الزمن وولد لي أول مولود غير حياتي .... روايتي الأولى بعنوان "رحلة يتيمة  " 

رفيعة الخزناجي 
تونس 
#هلوساتي

ليست هناك تعليقات: