الرّسالة الثّامنة إلى ميلينا
ميلينا
أتراها مصادفة
أن أكتب لكِ يا حلوتي
بعد مائة عام
أم هو قدرنا في العشق
أن نكون أسطورة
هذا الزّمان
بنورها يهتدي العشّاق
يتنفّسون هواها
يتجرّعون الأشواق
و يسيرون على الماء
من فرط الهيام
لا تتكلّمي رجاءا
وامنحي قلبي
تأشيرة السّلام
ميلينا
يا زهرة الجلّنار
يكسوها النّدى
يا حلمي القابع خلف البحار
كيف بربّك سكنت قلبي
و عصفت بمشاعري كالاعصار
منذ ثلاثين عاما
يا حلوتي و أنا محتار
أبحث عن مرفأ للحنين
عن حبّ استثنائيّ
يستقطبني ، يستوعبني
ينثرني بين يديكِ غبار
يعيد رسم خارطة وجودي
و يقيس عمري
بالمسافة الفاصلة
بين معصمكِ و السّوار
يضعني عُقْدا من الماس يتدلّى
بين توأمي قمرين
يتوهّج بنورهما
و ينام سعيداً كالصّغار
منذ ثلاثين عاما
يا حلوتي
و أنا أدمن العشق و الكتابة
فمرّة كتبتُ " أحبّكِ يا أنتِ"
على ورقة بيضاء
وضعتها في قنّينة
أطلقتها في البحر
كالحمام الزّاجل، كسفينة
و انتظرتُ ثلاثين عاما
ردّكِ ميلينا
منذ ثلاثين عاما
نقشتُ لكِ قلبا
على ظهر سحابة
فأمطرتْ السّماء حُبّا
و أزهرت الأرض وردا
و سَرَتْ في شراييني السّعادة
كان طيفكِ مَن عانقني حينها
رغم ضبابيّة الحلم
فمازلت أحفظ عن ظهر قلب
رائحة عطركِ
و تاريخ الولادة
ميلينا
يا أسطورتي الأبديّة
عرفتُ من النّساء
ورودا كثيرة
بعدد أحرف الأبجديّة
بحثتُ عنكِ فيهنّ
بكلّ شغف و عفويّة
لكنّي، و بعد ثلاثين عاما
أدركتُ أنّكِ كنتِ
بلقيس و عشتار
أدركتُ أنّكِ في الحبّ
متفرّدة ، متطرّفة ، أصوليّة
و أنّي عشقتُ -إذ عشقتكِ-
طيف مريم المجدليّة
بقلمي : حسن المستيري
تونس الخضراء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق