آخر ماتبقي من الشعر
__________________________________________
آخرُ مَا تَبقَى مِنكِ صُورة تَحمِل السِنينَ العِجَاف
وسنَابلُ يَابِسَاتٍ وظلامٍ في الأُفق كَاملِ الأوصَاف
وشَوقٍ استَرقه الزمَانُ فَنحنَىَ ذُلاً وتَعَلَمَ أنْ يخَاف
وعَينُ تَضرِبُ مع الدمعِ موعدا وقلباً كَأنهُ كأنهُ
في معركةِ استنزَاف
وآخرُ مَاتَبقَى منَ الشِعرِ قصيدة وداعٍ أبيَاتُها
كأنهَا رِمَالِ الأحقَاف
آخرُ مَاتبقَى منَ الشعرِ صفحَاتُ عَاريةُ تستَنكِرُ
الحِبرَ كُلمَا حَنَّ وطَاف
وتسألُني لِمن تُنظِمُ الأبيات وإن كانت رِثَاء
هل رثائُها يُستَوفى بِسطرٍ أو بِألاف
إدخَارتُكِ ليومٍ فيهِ البَردُ يقتُلُني وفيهِ الَليلِ سيَاف
وحفرتَ البِئرَ في أضلُعي وأودعتُكِ فلا يُخرِجُكِ
زمانُ ولا سِحرُ عراف
فَنزَعتِ نفسكِ من صدري ومن جِلدي ومن
العرشِ. والأكتَاف
ونَفضتي عنكِ غُبارَ الحنان والشَوقِ وطُفتِ
دربًا مُحرما لايُطَاف
فلاَ تَلومينَ الزمن طالمَا بيديكِ أوقفتِ الريحِ
وطعنتي الفجرَ وقتلتي في عمدٍ وبِإسراف
ورقصتي مُنتَشِية على جُثثِ الأحلام وانتَهكتي
حُرمةِ العشق وأطحتِ أطحتِ بكُلِ الأعراف
وأنا لن ألومُ ولن أعاتبُ ولن يتحولُ شِعري
ابدا. إلى سياف
إن كانَ أخر مَاتبقي من الشعر وداعا فَما تبقى لي
من العُمرِ لَن أعيشهُ بعدكِ سنينَ عِجَاف
_______________________________
حسام الدين صبري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق