الأربعاء، 25 مايو 2022

قصيدة تحت عنوان{{امرَأةٌ بِلَا ظِلٍّ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


امرَأةٌ بِلَا ظِلٍّ
-----------------------------
لِمَاذَا  لِمَاذَا غِبتَ عَنِّي ظَاَهِرًا 
وبَاطِنًا لَم تَغب عَنِ الروحُ الشَرِيدة
ذَاتَ يَومٍ وَعَدَتْنِي رَاحَتَيكَ بالسكَنِ 
   وتَركتُ دمعَتي الولِيدة
               أنَا لاَزِلتُ
أُمَارِسُ حُبَّكَ بَيني وبينَ الحُروفِ شِعرا
 وأرَاكَ في كُلَ قَصِيدَة
وكُلُّ طقُوسِ أيامي بَاردةً كَعَارِيةٍ 
أنَا أمشِي عَلى الجَليدِ وحِيدَة
امرَأةُ بِلا ظِلٍّ يَظلُنِي المَطرُ 
         يَظلُني الحَرُ
يَكسُوني ثَوبَ الإنتِظَارِ والأحزَان البَعِيدَة
في أىً قَبرٍ دفَنتَ هَواكَ في أيً أرضٍ 
              رَمَيتَ بِالشَوق؟
في أيِّ بَحرٍ أغرَقتَ الحَنينَ حَتَى أجمعَهُمَ 
        شُهدَاء  تَجمعهُمَ شَهِيدَة
وأيُّ الأغَاني تَسمعُهَا بَعدَ صَوتي وأيُّ كَأسِ 
            تَروِيكَ بعدَ شَفتي
وأيُّ أشعَارٍ كَتبتَهَا بعدي وهَل اسمى 
          لاَزَالَ الجُملةُ الفَريدة
أيُّ نِسَاءٍ بعدي يَاتُرى تَرتَوِيك وأيُ جِلدٍ 
          بَعد جِلدي يَرتَدِيك؟
وأيُّ سَرِيرٍ بَعدَ صَدري تَستَرِيحُ عَلَيهِ 
ويَبعَثُ فيكَ الدِفءَ   بِأنفَاسٍ وتَنهِيدَة
هَلْ تَذكُرُ أيامَنا وضِحكَنَا ودمُوعَنَا هلْ 
لاَزِلت تَتَذَكَرُ الطِفلَةُ العَنِيدَة
هَل أبقَيتَني مَادةً لَا مِسَاسَ بهَا في دستُورِ 
             حَيَاتِكَ الجَديدة
أم أنَا فقط من تَذكُرُ وتَحفظُ لَكَ الدِفء 
          وتَحفَظُ لكَ الايامُ المَجِيدَة
أدمَانى البَحثُ عَنكَ والسُؤاَلُ وإرثُ الهَوَى 
 وجعَا لاَتَتَقَاسمهُ مَعي ولاَ تَبكِي أيَامًا مَفقُودَة
أتَقَدسُ فيَّ صَرختي وصَمتي وأرفُضُ 
أن أخلعُ عَني عَبَائتك وأغْدٌو امرأةً جَديدَة
كَعُصفُورة الشَجنِ أحُطُّ على الأشجَارِ هَمًّا 
وأُحَلِّقُ في السمَاءِ دُعَاءً وأزُورُ كُلَّ المُدنِ 
  عَلكَ تَسمعُ حَنيني   في بُكَاءِ تَغرِيدَة
لِمَاذَا لا تَسمعُ نِدَائي وتَقطعُ فِيكَ رجَائي 
وتَجُوبُ شَوَاطِئ الدنيا وشَاطِئي المَلِيءُ 
             بِتُراثُكَ وتَقَاليدكَ
وعَادَاتُكَ ورَائحتُك تَترُكني عَليهِ مَصلُوبَةً
               بِخطَايا الحُبُ
 التي لاَ تُغفَرُ وذُنُوبُ الشَوقِ العَظِيمَةِ والعَديدة
                

---------------------------------------------------------

حسام الدين صبرى/ديوان/ أخر ماتبقي من الشعر 

ليست هناك تعليقات: