@ اهلا بك في قسم المجانين @
الحقيقة المؤكدة كل مخلوق له عوالمه الخاصة ،
فما يبدو معقدا وشائكا بالنسبة لك ، أعلم بقينا لا حاجة للمفاوضة بشأن هذا الامر فإنه غير قابل للتغيير الى حد ما في شخص آخر فله عالمه الخاص مخلوق له أصلا .
قد تظن اني أشخص موضوعا خاصا بعيدا عن شخصيتي ، أو استغل كلاما لا يخصني ، كلا . بل أمضغ الفكرة جيدا حيث اعددت لها مقادير مضبوطة لأتذوقها .ويعلم مسبق حين أؤمن جملا جاهزة تعفي الاخر من عناء التفكير , يسميني كاتبا ، وحينما أتلاعب بالمشاعر ينعتني بشاعر ، أما إن صنعت رايا فلربما أسمى حتى فيلسوفا ، غير اني لاتهمني التسميات كل ما كنت أطمح له من البداية أن تكون لي هناك فسحة وحيزا رحبا كفاية كي أجثو على ركبتي الهو لأرسم على الأرض حروفا كبيرة ، كل من تأملها خيل اليه من سحرها دون تردد اني مجنون مصاب بتسمم فكري حاد أو مريض نفسي . وهذا ما خيل الي بعدما كنت انسجها في ذاكرتي كخيط عنكبوت تكاد لا ترى .قبل أن تبدو العيان ..
المهم والحالة هاته لا شك وجدت نفسي يرحل عني الكل وقت ما يريدون لا وقت ما اريد انا مما أودى بي هذا حتما الى غباء استسلمت له ، وكان علي أن أتصرف فعلا وفق هذا الأساس لمجارات الوضع ، وتبدد بي الطموح لأنال من خلال تصرفاتي شهادة مزاولة حرفة الثرثرة التي أتلذذ بها حقا وعلى الاقل احس اني أجيدها بإتقان . كما وجدتها مانعة ولا تستنزف من جهدي شيئا طالما انها زادت من معرفتي بنفسي وازدادت معها حدة من يتعقبني بشغف كبير ومن دون كلل . لان البشر عادة ما يتتبعون الحمقى بنظراتهم ويراقبونهم بقوة ، أليس كذالك ؟ لهذا حدثت نفسي أن لا ضير ان اكتسبت عينة من خصال الحمقى وجسدت نفسي على هيئتهم مادام ان المجانين لهم ميزة يتفوقون بها على غيرهم محسودون عليها حقيقة حيث عنهم رفع القلم ، ولا يصيبهم ذعر قط ولا تعني لهم الحياة شئ . بينما الذعر يسيطر على الباقي يخيل للناظرين كقطط جلبت الى مكان لتدريب الكلاب ، بالتالي فوجه الغرابة والاختلاف إذن بالنسبة لي هنا واضح هو اني أعرف عني ما لا يعرفه المجنون عن نفسه. كما اتلمس كوب عقلي إن كان ساخنا كل حين وأحاول تبريده وملأه في كل مرة ، وكأنه ذو ثقوب كلما حاولت ملأه زاد فراغا ، وهذا هو وجه الاختلاف الاخر ربما لا يشبه الى حد ما في ذالك المجانين . لان وضعية عقلهم ساكنة تتخد وضع مزاجي واحد على مدار الايام . أعرف ذالك من خلال الضوضاء وصرير الابواب المصفوفة عبرالمحطات وكل الطرقات ، والتي تحول طقس دمي من مائل للبرودة الى ساخن ، بينما يتلاشى الصوت من محله بشكل غريب وغامض بالنسبة لدورة دم المجنون عافاه الله . والفارق الاهم هنا هو اني على الاقل أستسيغ فكرة العلاج ، هل فهمت قصدي ؟ قلت اني أفكر في العلاج ، إذن انا موجود ، بينما هل هناك مجنون يرضى بالعلاج مادام هو لا يرى نفسه مريضا بالجنون؟ حقا كان حريا بي ان أتسائل، هل انا مستعد الان لأصدق كيف لا يغريني هذا التطابق الرهيب ؟ وقسما كبيرا من هذه التأثيرات عائد بخصوص الإختلاف المشروع في الغالب الأعم . فأتورع عن نبذ الآراء المختلفة ، فما أعرفه وأريد ايصاله الى نفسي على رغم احتقارها للجنون كم كان حظها في مرات عديدة تصلها أفكار كانت تجهلها من مجانين . المهم بعدما تأقلمت مع وضع افكاري المتجسدة بشكل مختوم وبسهولة تامة عبر ردح من الزمن كونها فقط تتوافق مع عاداتي وعموم البشر مما دفع بي الامر لإلغاء وظيفة عقلي في كثير من الامور ، وبذالك استطعت إخراجه من تحت انقاض نفسية محطمة ، فكان الجنون هذا بعينه ، مطلوب عدلا على إثره بان أطوقه برسغ يدي قهرا لمرافقتي عند تقاطع الحروف المتراصة في ردهات الرفوف المنسية ، طبعا لا انكر كانت هناك غيرة تخترقني وتوذي بي الى حد ما . واعلم انها عند البعض صفات طبع غير الناضج أو ذو تربية معدومة . بالرغم من هذا كله تبطحت نفسي وسكنت فهذه معضلة اخرى بلا شك . كان لها داعي كي أسحبها الى فتح جبهة اخرى تطيح بشخصيتي تماما . بذالك كل ما علي أن أدركه في فك الرموز اليوم وجوب التمسك بالجنون قدر المستطاع خشية فقدانه ، وعهدت نفسي ألا أبتعد عن المرآة قطعا ، وأتكلم مع نفسي بوضوح تام واعتبرني غبي كوني أهشم اي مرٱة اتحدث اليها في كل مرة حيث كونها لا تتوافق مع السمفونية الطبيعية المسجلة في الباطن و لكي لا اكون نرجسيا معجبا بمظهره الخارجي ، وكما هو شائع وما فهمت لحدود الان !!؟ فكما قيل " في الوحدة لا تواسيك الا نفسك " .
ما يهم فعلا في الاخير اني أعترف لا محالة بكل شجاعة وأقر امام الجميع اني مجنون ..ولإن كنت من جنسية غير عربية اقسم ما فعلت واعترفت . فالجنون بالنسبة للمفكرين فلسفة وعلم قائم بذاته . لذالك بما اني لست مفكرا بطبيعة الحال ، وأعلم هذا جيدا ، يبقى علي محاولة تقمص الدور وان أبتلع خسائري ، كما اعدوها لي دون مضغ ثم أسير وحيدا جنب الحائط كي لا يهتم لأمري احد والا سينتهي بي الامر بخسائر أوفر ..
رشيد الموذن @
المغرب @
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق