السبت، 18 يونيو 2022

قصيدة تحت عنوان{{لاتسألني}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


لاتسألني
_______________________________
                 
لا تسألني كيفَ غدوتُ 
بلا عشقٍ وبلا حنين 
وكيفَ غفوتُ مُتعبا 
وأبيتُ الليلَ والأنين
لاتسألني  كيفَ نسيتُ
 نشيدُ عينَيك وحذفتُ
قصتُك من كُتبِ العَاشقين
غردتُ طيرا في هواكَ 
ولَم أعرفُ أنَ سمائك هي
   السيفُ والسكين            
ساقتني عينَيك إلى الذبحِ 
      فأبيتُ النحر
 فلا أنا اسماعيل ولا أنتَ
         إبراهيم 
    تَلوتُ فيك الآيات
والإصحاحات والأسفار
فَلا كنتُ منَ الغَافلين 
ولاَ لَحقتُ بركبِ الذَاكرين
لَيت هواك ماحَلَ يوما بقلبي 
         تَجرعتهُ مُرا
وبصدرك حجر  يأبي أن يلين
وكأنَ الهوى كُفر وجُرمي 
أني كنتُ فيك منَ المُتصوفين
لاَتسأل عنِ الهُدى في يميني
 فَمن سقيتهُ الكُفر غَدَ فيك 
         منَ الأثمِين
أوقفتُ نهرَ الشعر ومَللتُ ليلُ
         الزَاهدين
أيقنتُ أنَ التصوفُ كُفرٍ إن
كانَ في عينٍ بلا مذهبٍ
        وبلا دين
 إن كانَ الممدوحُ بَغِيٌ فما
       عُذر المُنشدين
ولّيتُك العرشِ وقلّدتك 
القلاداتِ  والأوسمةِ والنياشين
اليوم أُجَرِدُك  من كُلَ ألقابُ
            الهزى
و انتَزعك وإن كُنتَ عِرقا وإن
        كنتَ وتين
إن غزت الأمطار شموعا 
مايتبقى منَ الضياء وإن
حملت الريحُ قلبا لاتنتظر عودته
        ولو بعد حين  
متَى نثرت الريح شيئا ثُم عادَ
         معَ. العائدين
أدركتُ أخطائي وتعلمتُ
سأسلُك دروب  الراحلين
          فلا تنتظرُ
عودةُ الطير باكيا يشكو لك
       ظمأ السنين     
ولن ألعنُ قلبي الذي أتاك 
باكيا بغرامِ  المُتعبين
واستأمنك على هواه 
 وظنَ أنك أنتَ الأمين
أنا لستُ بآسفٍ على شىءٍ 
فلا أسفُ على عشقٍ أبدا ،
طُوبى لكلِ المُخلصين  
وتباً لكلِ  جاحدٍ أحلَ الكذب 
واستباحَ  خداعُ الصادقين
           لا تسألني
 كيفَ تحولَ مجرى النهرُ
وكيفَ احترقَ الشعرُ بصدري 
وبقياهُ أصبحت صمتُ حزين 
وإن تحول المديحُ إلى جلدٍ 
           لاتعجب
وانظر لمرآتكَ سترى مالم أراهُ
   حينَ كنتُ من العاشقين
الآن رأيتهُ الآن أدركته عليك 
أن ترى نفسك كما هي كفاكَ
  كفاكَ  بكاءُ المظلومين
_____________________________
حسام الدين صبري/

          ديوان/ أخر ماتبقى من الشعر 

ليست هناك تعليقات: