الإشتياق مأساتي
أعود الآن إلى هناك حيث انا و أنتي و الكثير من البياض يصبغ المكان قبل سنة من الآن في عرفة الماضية
التقت عيني بعينيكِ وهمستِ و ضحكنا وقبّلتك مرة ومرتين وأطلت بالثالثة وكم أتحسر يا أمي على الرابعة
أطبقتُ كفيّ على يدكِ تحضنها وكم وددت أن أنفذ من خلالها إليكِ لأختبئ فيكِ عن أعين الموت الرامقة
لم أود أن تغمضي عني عينيكِ و لا أن ترخي يدكِ من بين كفيّ
و لا أن يجرؤ البرود مس ملامحكِ الباسمة
أماه ياشريان الحياة مهلاً يا ترياق السم الزعاف صبراً أنى أطيق فقداً و ما زالت لوعات فقدي حامية
مازال جرح الفقد غضاً و نواح الروح صخباً وأنت وحدك السلوان و البلسم و كفكاف العيون الباكية
حسبي من الفقد فقد اختي، فقداً لوى ذراعي و أشاك مسيري و اضاع أماني و بدد افراح السنين الماضية
الإشتياق يا أمي معضلتي ليس رحيلك وحتماً لم يكن الموت يوماً خصيمي و لا حتى أفواه الفراغ الجائعة
وحده الإشتياق مأساتي، ذاك الطاغي الباغي الكافر بشرع
السماء وشعور النساء وصبر القلوب الراضية
و حتى ألقاكِ و ألقاها سلّى الله قلباً أنجضه شديد الإشتياق
و كف بعظيم لطفه سيل المدامع الدامية
فرح الغيث 🖋
*في الذكرى الأولى لآخر لحظاتي مع حبيبتي أمي رحمها الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق