السبت، 2 يوليو 2022

نص نثري تحت عنوان{{وحدك يا بحر وأنا}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{المصطفى نجي وردي}}


 .................وحدك يا بحر وأنا.........


جئت
أبحث عن معنىً
عن شيء تجهلونه
لا تملكونه
وأعلم جيدا أن فيكم
من يتغافل عن الفهم
وفيكم من لا 
 يفهمني..
حتى أنت يا بحر
جحدت فلفظتني
وأضحكت الأعداء
 والبراري..
وهذي الذرات الصفراء
وهذي الرمال كلون وجهي
فاقع
تُحرق قدمي
وتُحرق أصابعي الحافية...
فبقدر ما ترعبني
أيها البحر..
أحبك
أحبك لأنك وحدك من يمنحني
الحلم
والأمل
والانتظار..
انتظار الآتي الجميل
وربما الذي لا يأتي
ولن يأتي..
فلا أملك
 صولجاناً
ولا أملك معجزات الزمان
كي أفغرك
وأسبر عمقك
وأشق غدرك
وأشقني...
انت لا تشتم غير رائحة واحدة..
ملوحة الأجسام
ورائحة السمكات الشريدة..
وتعلم أن السماء لا تمطر
ملحاً...
ها أنذا أمامك الآن
أعانقك
وأعانق
 حتفي
وشعري وقصيدتي
ووحدتي..
فهل تقبلني.. وتقبل جسدي
وجسدي نحيل ونحيف
وغير مالحٍ
والسمك لا يقبل الهزال...
صدقني يا بحر..
مالح ماؤك
ومالحة دموعي
والمطر يغسلنا..
وأنا كفراشة فرغت من نفسها
وطارت
تبحث عن جنون وموت...
هاهي الشمس تشرق  في
أضلعي
ومن  أذرُع السماء..
وتمضي بعيدا بعيدا
فتضيء جانبا من الكون البعيد...
أحس الآن..
ولا أحس أن الأحاسيس
تمحقني
أحس أن كل الخلايا تنبض
بعنف
وهذي اللحظات لي
وكأني راحل كفيف
فأصبغني بملوحتك
يا بحر..
المصطفى نجي وردي

ليست هناك تعليقات: