الثلاثاء، 26 يوليو 2022

قصيدة تحت عنوان{{جولة_في_متحف_الذاكرة}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{محمد_الهواري}}


#جولة_في_متحف_الذاكرة 

حين يعيد التاريخ نفسه كل عام
.
يحمل في طياته الذكرى 

والذكرى غالباً ما تأتي محملة بوجع قديم 

لا أحتفل بعيد ميلادي كالآخرين 

لحظة من الفرح ومن السعادة 

أنست أهلي تدوين شهر الولادةْ 

أيلول كان خير الحلول الوسط 

كلما جاء أهداني غيمة تحمل المطر 

فأعيد كتابة آمالي من أول السطرْ 

أعشق البحر لكني لست كإبن الأوزْ
" ابن الوز عوام" 

أعشق الصيد ولكني لستُ أيوب لأصبرْ 

رسمت أحلامي المستحيلة على الماء 

البسيط منها سقط في جب ذاكرتي 

أحاور النجمات فترقص لي كأبي حجلةْ 

ترسل مع رونقها القُبل فيغتاظ القمر 

فلم يزل يدنو حتى يتوارى في أحضان الشجرْ 

في الرابعة أدرك أبي أني صرت شاباً 

كالهلال يصير بدرا في منتصف الشهرْ 

صرتُ راعياً ، ومسؤولاً عن " ماشية " 

بائعاً متجولاً في شوارع المدينة القاسيةْ 

أبيع أجمل أيامي كي أشتري كراساتي وأقلامي 

أحمل الفاكهة وليس لي منها غير الرائحةْ 

كبعير يحمل الماء ومات من الظمأ 

المدرس أهانني لأن إغفاءة حنين أخذتني 

رأيت فيها وجهي الطفولي الذي أخذته الملائكة 

عرفت العشق مبكراً ، 

كصغير يراقب برعم وردة في الحديقةْ 

كانت أجمل البنات في المدرسةْ 

فرنسية الشكل والملامح والصفات 

أنظر في عينيها الشقراوتين المخضوضرتين 

لأرقب حركة النجوم في منتصف النهارْ 

لم أنل منها غير نظرة وابتسامة 

ولم ترَ مني غير خجلٍ ووسامةْ 

قلت لها ما يقوله حسونٍ إلى قُبرةْ 

لم نلتقي إلا حلماً ، أرأيت فرساً تزوج بغزالةْ 

كبرنا وضاعت كل أحلامنا سدى 

الفقر ليس عيباً ، ولكنه ليس قدرْ 

سرقوا مراكبنا لنبقى عالقين في البحرْ 

وما أن وصلنا كانوا ملكوا البحر والبرْ 

نقدس العرف والعادات كما قدست قريش هُبل 

لك أن تحلم ولكن لا تكن على أملْ 

يوسف خرج من الجب وأحلامي لاتزل غارقةْ 

لم أُسلّم وأعلم أن هناك لحظة فارقةْ

#محمد_الهواري 

ليست هناك تعليقات: