الأحد، 7 أغسطس 2022

قصيدة تحت عنوان{{ارحلي}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


ارحلي
••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
إرحَلِي  إرحَلِي مَتَى شِئتِ
   ولا تُهَدِدي بِالرَحِيلا
فَلَنْ تَموتَ الزُّهورُ يَومًا ولاَ
     الرَّبِيعُ سَيستَحِيلا
لَنْ تَغِيبَ الشَمسُ بَعدكِ ولاَ
    شِعرِي سَيغدوٌ قَتِيلًا
             أنَا أنَا
مَنْ صَنعتُ أسطُورتَكِ الخَالِدة
وسَقَيتُكِ الحُبَّ نَهرًا سَلسَبِيلا
ووضَعتُكِ تَاجَاً فَوقَ الرؤوسِ
  وأبَحتُ لَكِ كُلَّ مُستَحِيلا
   وذَرفتُ دمُوعًا فِى حُبَكِ 
مَا أرخَصَهَا  وجَعلتُكِ  قِبلَتِي
        ومَذهَبي النَبيلا
الآنَ تُهدِدينَ بِالرَحِيلِ وتُبِيحِينَ
        طَعنَ المَقتُولا
وتُحَلِلين الصَمتَ بَينَنا وتُبيحِينَ
         قَتلَ العصَافيرا
وكَأنَّ كُؤوسكِ قَدْ امتَلأت ومَا
تَبقَّى مِن هَوَايَا حِملاً عَلَيكِ ثَقِيلا
الآنَ عَهدِي  قَد وَلَّى  ومَاتَ  بَينَنا
           الحُلم الجَمِيلا           
أم كَفَرتِ  بِصَبرٍ  أوصَيتُكِ  بِهِ 
    وانتَحَرَ الشَوقُ الطَوِيلا
      لاَ تُهَدِدي  وتَذَكَرِي 
 أنَني  لاَزِلتُ.  مَلِكٌ  وإنْ  نَالت 
   الأيَامُ مِني والزَمنُ العَليلا
لاَ أتَوَسَلُ ولاَ أنحَنِي كَيفَ مَن
عَاشَ  سَيدًا  يُصبحُ  يَوماً ذَلِيلا؟ 
إرحَلِي مَا شِئتِ واقتُلِي مَاشِئتِ
وانْزَعِي  وانزَعِي  مَتي  شِئتِ
فَأنَا لاَ أبكِي عَلَى قَلبٍ ذي بلاَدَةٍ 
        وحمَاقَةٍ وجَهُولا
إنْ كَانَ لَدَيكِ السَبِيلُ فَلَدَيَّ ألفُ
             ألفُ سَبيلا
وكَمَا  صَنعتُكِ  بِالأَمسِ  غَداً
       سَأصنَعُ ألفُ بَديلا
 أنَا حِينَ  أُخَيَّرُ  بَينَ نَارٍ  ونَارٍ 
ومَنْ أكرمتُهَا بِحُبي تُريدُني
           يَومًا مَذلُولا
أثُورُ وأغضَبُ وأهدِمُ كُلَّ المعَابدَ
          وأحَطِمُ القصُورا
وأُحَطِمُ  قَلبي  بِيدِيَّ  قَبلَ  أن 
         أراهُ يَومًا منحُورا
وكُلُّ  مَنْ ثَمَّنتُهُ  أُطِيحُ  بِهِ فَلا 
عَزِيزَ لَدي إنْ بِتُّ يَومًا مَهدُورا
ولا خَيرَ  لَدَيَّ  فِيمَنْ  يُرِيدُنِي 
         أمَامَهُ  مكسُورا
لاَ  أُحِبُ  الاختِبَارَ  ولا أنحَنِي 
يَومًا  لِإعصَارٍ وإنْ كَانَ  يَطُولا
أبقَى شَامِخًا ذو عِزَةٍ في عِشقي
وذو  كِبرِيَاءٍ  إن حَانَ  الرَحِيلا
  لاَ أنتَحِرُ فِي سَبِيلِ امرأةٍ
مَهمَا كَانت ولاَ أخطُ كَالأعْمَى
     في طَرِيقٍ مَوحُولا
كَيفَ تُهَدِدِينْ وأنتِ تَعرِفِين أنْي
خُضتُ الحُروبَ وأنَا الأضعَفُ 
         وأنَا العَاري
 واجَهتُ  الأمطَارَ  والسُيولا
وفَتَحتُ  صَدري أمَامَ خَنَاجر
    الدُنيا وبِتُّ ألفَ لَيلَةٍ
 وأنَا المَطعُونَ  وأنَا والمَقتُولا
   مَا الذي أخسَرهُ إنْ رحلتِ
  وأنَا  مُنذُ  زَمنٍ  بَعِيدٍ  بِيدِي  
  دَفَنت  كُلَّ  أحلاَمَ  الطفُولَة
أنتِ تَعصِفِين بِنَفسكِ لَيسَ بي 
أحمَقُ مَنْ يُراهِنُ عَلى قَتلِ القَتِيلا
     ولأنَكِ حَمقَاءٌ بَلهَاءٌ
وذاتَ جَهلٍ عَظِيمٍ طَعنتِ مَيتًا        
    وانتَظَرتي دَمَهُ يَسِيلا
إرحَلِي مَتَى شِئتِ فَلَستِ أنتِ
          أخرُ رِسَالَةٍ
وأنَا  عَلى الأرضُ  لَستُ رَسُولا
•••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى /

                    / أخر ماتبقى من الشعر 

ليست هناك تعليقات: