- فصولُ الخوفِ -
شممتُ رائحةَ الزعترِ
في دمِ الشهداءِ
وأُكابدُ جرحاً نازفاً
حينَ تُرتِّلُ الجنازاتُ آياتَ إعجازٍ
لوداعِ وطنٍ ذاهبٍ نحو اللهِ
متكأً على فصولِ الخوفِ
وذراعُهُ ممتدَّةٌ نحو الضبابِ
ينزفُ من حلاوةِ الروحِ ألماً
كي يستعيدَ قدماهُ اللتانِ
نسيَهما في عزِّ الحرِّ فوق الجمر
جلسَ على قارعةِ الطريقِ
يرسمُ صورةً له فقدها في الحربِ
فتلوَّنتْ عيناهُ بدم الأُخوةِ الغرباءِ
وحنظلةُ يضحكُ من شدَّةِ الألمِ
وكيفَ أنّ يوسفَ رجعَ معاتباً
أخوةٌ له فقدوا ظلَّهم
وأطاحت بهم غيمةٌ سوداءُ
وأمطرتهم دماً
فأصبحوا في شتاءٍ تُغرقُهُم
الوحولُ حتى الوجوهُ
ووقفَ شهيدٌ على أضرحةِ الغُزاةِ
بعدَ أنْ روى بدمائه كلَّ
فيافي الأرضَ
فأزهرتْ شاهداتٌ وتلَّونَ الزعترُ
بدمِ الطفولةِ.
صفوح صادق-فلسطين.
١٠-٨-٢٠٢٢.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق