لا تجاري النفسَ عجزاً من قصور
مَن يجهل الجوهر تغريه القشور
كم من الظاهر يغلي شكلهُ
من غاص لب الشيء يدرك ما يدور
كم من اللؤلؤ تخفيهُ البحار
وعيونٌ من جمالِ الكونِ تخنقها الصخور
كم من الأصدافِ تطمرها الرمال
عاث فيها السأمُ في محور يدور
كم وكم ضاعت أمانينا هباء
مزقت أشلاءَ مهجتِها النسور
لا ينتشي بالحبِ من مات هواه
كيف بمن لا يعرف الحب على الحب يثور؟
قد يثملُ العشقُ جريئاً في مناه
كيف بمن طرق المخابئ لا تمنيه الخمور ؟
يطرقُ المشلولُ عبثاً في رؤاه
لا يرجو من هاب المعابر ان تمكنهُ الجسور
اليأسُ أن نفذ المراكبَ تنحني
ولا يدرك الأمالَ من يئس العبور
ما مات من أحيى الجميلُ ثراءهُ
ليس كل الموتى تحويها القبور
ماكل من نال المنى يسعد بهِ
ولا كل من عاش يتم فيه السرور
ربَّ لحنٍ لم يتم فيهِ الغناء
ربما تختلط الوان الزهور
النفحُ من روح الشذى
يغنيك عن فصل البذور
قد يشحُ الوصلُ يوماً
يعتزل منا الشعور
قد نغطُ في سباتٍ
لا نبالي من فتور
الكل تبحث عن حياة
والكل تفنيها الدهور
من يجهل العيش تلاشى
لا يمكنهُ الظهور
عبد الكناني
الخميس ٤ / ٨ / ٢٠٢٢
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق