السبت، 20 أغسطس 2022

نص نثري تحت عنوان{{لا تتأخر كثيرا}} بقلم الكاتبة السورية القديرة الأستاذة {{سمية جمعة}}


لا تتأخر كثيرا .. 

إذ ما نفع هتون واهن يتساقط بأرض ظمأى لسيول الغمام ؟
ما نفعه و الحلم سجين محارة الاعتذارات الطويلة؟
لا .. لا تتأخر
إلى أين تمضي يا خليل الماء و الملح وقصب السكر ؟
لا تقل إلى حيث غابات القصب، والقصب ما عاد يلفظ عن صدرك بحة الناي ..
كسرتك الريح يا هذا ، وغربلت نثار عظامك فوق الهاوية !
تمهلّ يا صريع اللغة التي تلثغ بالأخيلة والأماني النائيات ! 
أرن إلى الوتر واستعطف الربابة علها  تكف نزيفها الحزين .

لا تتأخر .. قلت لك ..
جرّ جملك  الهرم و ارتحل ..
فما عادت  الأرض تعنينا في شيء !
صوتك الهامس يستبد بخلايا انتظاري ..
ويرسلها  إلى أضمومة القرنفل .. 
فبما تعبث يا سليل القلب ؟
بالوقت؟
بالصبر الذليل ؟
ولكن متى كان للوقت حساب أو قيمة أو جدوى ؟
سأرفع صرختي  في وجه المستنقعات الهاجعة ..
نعم .. سأشكوها موتنا على قيد الحياة !
وأشجب تأخر صديقي 
..
كان للقهوة مذاقها الصاخب عند الصباح
الكلمات كانت تضج ببوح لحضور غائب 
سلاما لك مني يا بن قلبي ..
سلاما لكل وردة اغتالت قطرة  الندى لتنتشي !
ثم يحدث أن  يأتيك عام ..
فكل عام و أنت بخير يا صديقي ..
كل عام ..
إنما نحن ننتظر الثلج في دفء وقتنا !
السماء  تحبل وتلد كل يوم 
فصلا ..
تلوك فيه آهاتها الكسيرة ..
سلام لك .. وألف سلام !

سمية جمعة سورية 

ليست هناك تعليقات: