لا تتأخر كثيرا ..
إذ ما نفع هتون واهن يتساقط بأرض ظمأى لسيول الغمام ؟
ما نفعه و الحلم سجين محارة الاعتذارات الطويلة؟
لا .. لا تتأخر
إلى أين تمضي يا خليل الماء و الملح وقصب السكر ؟
لا تقل إلى حيث غابات القصب، والقصب ما عاد يلفظ عن صدرك بحة الناي ..
كسرتك الريح يا هذا ، وغربلت نثار عظامك فوق الهاوية !
تمهلّ يا صريع اللغة التي تلثغ بالأخيلة والأماني النائيات !
أرن إلى الوتر واستعطف الربابة علها تكف نزيفها الحزين .
لا تتأخر .. قلت لك ..
جرّ جملك الهرم و ارتحل ..
فما عادت الأرض تعنينا في شيء !
صوتك الهامس يستبد بخلايا انتظاري ..
ويرسلها إلى أضمومة القرنفل ..
فبما تعبث يا سليل القلب ؟
بالوقت؟
بالصبر الذليل ؟
ولكن متى كان للوقت حساب أو قيمة أو جدوى ؟
سأرفع صرختي في وجه المستنقعات الهاجعة ..
نعم .. سأشكوها موتنا على قيد الحياة !
وأشجب تأخر صديقي
..
كان للقهوة مذاقها الصاخب عند الصباح
الكلمات كانت تضج ببوح لحضور غائب
سلاما لك مني يا بن قلبي ..
سلاما لكل وردة اغتالت قطرة الندى لتنتشي !
ثم يحدث أن يأتيك عام ..
فكل عام و أنت بخير يا صديقي ..
كل عام ..
إنما نحن ننتظر الثلج في دفء وقتنا !
السماء تحبل وتلد كل يوم
فصلا ..
تلوك فيه آهاتها الكسيرة ..
سلام لك .. وألف سلام !
سمية جمعة سورية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق