الجمعة، 26 أغسطس 2022

مقال تحت عنوان{{الخروج عن المألوف}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


مقال بعنوان ...
الخروج عن المألوف @

لا باس إذا  إن لم تعرف إلى اين انت ذاهب في لحظة من اللحظات ، المهم يبقى الوعي بتكسير الروتين اليومي هو أول خطوة يمكن لك أن تخطوها للتغيير. وما يجب أن تضعه في الحسبان انه كلما زادت احتمالية حدوث تغيير ما ، فكن على يقين ستقول لنفسك : كم فوت على نفسي من النفع والخير . وستتذكر حينها أن الرتابة نقيض النمو لذالك بوسعك ان تصر على ان تعيش كل يوم من أيامك بطريقة مختلفة وجديدة تقوم على أساس الحيوية والنشاط .
نعم حاول القيام بأي شيء يدل على الحماقة ، كأن تسير مثلا على قدميك لمدة أطول ،  قم بتجريب أشياء كنت تتجنبها سابقا لأنها كانت سخيفة وتافهة في نظرك . مدركا تماما أنك بإمكانك الذهاب إلى أي مكان ، وفي أي وقت شئت وذالك من مهارتك  وبدافع قوتك الداخلية  . وستعلم أن قيمتك الحقيقة هي من خلال قيامك بشيئ على نحو صحيح مختلف تشعر فيه بالرضى عن نفسك ، وليس بتقييم الٱخرين حولك . فما يعتقده الناس عنك لايهم بقدر ما تعتقد عن نفسك.. لذا كن كما تريد وليس كما يريد الناس! لأن آرائهم تتغير، لكن رؤيتك لنفسك ستلازمك مدى الحياة . إن قياس السعادة لا يقوم لا على المال ولا بمدى غياب المشكلات عن الحياة ، لكن أكثر البشر ذكاء وأنذرهم  وجود ينظرون الى العقبات والمشاكل التي تواجههم على انها مجرد أمر عارض يواجه كل البشر ، فينأوا بانفسهم عن الإكتئاب والتعاسة في حين تجد ٱخرين يصيبهم انهيار عصبي او تصيبهم حالة من الجمود . ثم إن الحياة أصلا عبارة عن سلسلة لا تنتهي من المآسي، مع فواصل إعلانية قصيرة ، لذالك اسع جاهدا أن تجرب أشياء جديدة حتى وان كانت لديك رغبة في ان تركن الى المألوف ، فهذا بديهي بالنسبة للنفس ، بل حتى إن سألوك عن سبب قيامك بامر غير معهود ؟  عليك أن تتذكر ساعتها أنك لست في حاجة إلى جواب مقنع لإرضائهم ، لأنك أردت القيام به بإرادتك  وعزمت عليه من غير أمر أي كان  .
إن القيام ببعض المغامرات سوف تخرجك عن المعتاد و تجعلك تشعر بالثقة في نفسك خصوصا لما تقضي لحظات من غير ترتيبات لازمة ومن غير تخطيط ..دعني أخبرك هنا مثلا إعراضك عن الاستماع إلى أغاني تخالف ذوقك ولو من باب الإكتشاف فقط وبدعوى أنها لا تروق وأنك لم تفكر فيها بجدية تامة ، هذا يعني ما المانع في أن تبدأ تحدي الفكرة التي أريد إيصالها والتي مفادها أنك تود أن تعيش كل يوم بنفس الطريقة التي عشت بها سابقا حتى وإن  تذمرت من شأنها او كرهتها عن ملل ،. والغريب ما فتئ المرء  يبحث عن مبررات تبقيه على حاله  من غير أدنى احتمال للتغيير،  ومن يدري لربما صادف الأحسن ذهنيا وجسميا .
فكر في الأمر جيدا قد يبدو لك كلامي  بسيط وعادي جدا لكن رغم ذالك إن تمعنت في الكلمات كثيرا ستتمكن من تعلم كيفية الخروج من الجمود الفكري والجسدي بخطوات تخطوها قد تفيد ذاتك وتقيم على أساسها سلوكك . إن السعي وراء ملذات النفس يعني العجز والجمود ، فإذا كانت لك مقاييس مادية تحاول أن تطبقها على نفسك فستظل لديك نظرة دونية لذاتك دون شك مع استحسان الأخرين من حولك والشعور الدائم بالذنب الذي ينسجم مع رفض الذات ، ومن ثم فلن تتمكن من تحقيق استمتاعاتك ، ولن تدعك الرتابة تجرب أي شيء مختلف خارج عن منطقة راحتك ..
وفي الختام أتدري ما سبب تجنب الخروج عن المألوف ؟!  لأنه أمر لا ريب جد عسير على رغم بساطته كما ذكرت ، وإني لا ألزمك بما لدي من هوايات  ، إنما أنت تعلم الطريقة التي يمكنك بها تنظيم تفكيرك لإنجاز بعض الأعمال البدنية والرياضية الأخرى التي تناسبك وتمكنك من تجنب المشاعر المفدسة والمحبطة للذات والى ذالكم الحين دمتم ترفلون في عافية وهناء والى لقاء اخر بحول الله ..

رشيد الموذن @@
المغرب @@

 ساترك للقارئ حرية اختيار الصورة تحياتي وتقديري للجميع .. 

ليست هناك تعليقات: