الأحد، 18 سبتمبر 2022

قصيدة تحت عنوان {{وبعد}} بقلم الشاعرة اللبنانية القديرة الأستاذة {{غزوة يونس}}


 وبعد..

عندما ينادونني بالشاعرة
أنصت كثيرا، ألتفت غزيرا
أشعل المصباح في عمري
أتلمس حبري، سطري، ووجه الضباب
أفتح أحلامي، أوهامي
صندوق الغياب
وأشرع بالإلقاء..
عندما ينادونني بالشاعرة
أفشي أسراري سريعا
بحرفين متلعثمين
وحنجرة من طين
فلا حبال تنقذني
ولا وصال يحرجني
ولا حتى أصداء لمراسيل العتاب..
عندما ينادونني بالشاعرة
أرعف القصائد رعفا
من دمي، من فمي
من عيوني التي تحرثها سكك المطالع
وتتساقط الحروف من يدي
طريةً، كورق الخريف
يكسّرها الخراب
عندما ينادونني بالشاعرة
أشرع بالخفاء
أشتري أحذية للغابة
تمشي خلفي، تلعن حتفي
وازوّج الغيم بالصحراء
لتنجب مطراً أشقر
يملأ قِدراً أحمر
يغلي ويغلي
ستون شعراً ولم أنضج بعد
وما برح الثناء
يغازل حرفي، يقرأ طلعي
يدوّر زواياه بالظنون
يلسع قلبي لسعا،
ثم ينشره في العراء
ويميتني، ثم يحييني،ثم يميتني،ثم يحييني..
ألف ألف مرة
ولا يصدق الإنباء..

ليست هناك تعليقات: