الأربعاء، 7 سبتمبر 2022

نص نثري تحت عنوان{{سنفهم بعد فوات الآوان}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة {{إيمان_مرشد_حماد}}


سنفهم بعد فوات الآوان
الآن أدركتُ انه من علامات جهلنا أننا كنا نعمل جاهدين ان نقنع آباءنا وأمهاتنا بوجهات نظرنا ، ولكننا لم نكن نحاول أن نرى الأشياء بطريقتهم . بل على العكس كان موقنين بصواب مواقفنا وعدم قدرتهم على فهمنا أو التفكير بطريقتنا ، ولكن الزمن بيّن لنا انهم بحكم خبرتهم كانوا يرون ما لم نتمكن من رؤيته. مرت بي السنين وفهمت الآن لماذا  يمتعض الآباء من تبرمنا من نسيانهم أو من تذمرنا من نصائحهم . فهمت ان كل غضبهم كان ليرونا افضل الناس. ولكن الحياة تقتص منا جميعا ويفعل بنا اولادنا ما فعلناه يوما بهم ، فهذا ولد لا يحب الدراسة ، وتلك بنت عنيدة وذاك ولد كسول. نتذكر ذلك عند أقرب موقف أو( مقلب ) من اولادنا...  ونهمس لأنفسنا: ( فعلا كما تدين تدان) . فهمنا الآن ما معنى كل أمثالهم الشعبية بل أصبحنا نقتبسها بعد أن كنا نسخر منها ... أصبحنا نتمنى لو يعود بنا الزمن وتنفذ لهم لهم  كل ما طلبوه منا سواء اقتنعنا بجدواه أم لا ، ولكن هل يعود الزمان ؟! هل يعود الزمن كي لا اتذمر من عدد الأشياء التي تنسى امي أين وضعتها وخاصة كيس الدواء . كنت حينها اقول لا أحب فكرة ان امي لديها دواء واليوم اقول ليتها تعود وابقى ابحث عنه كل ساعة ... فهمت حجم مسؤولياتها وحجم الأشياء التي عليها أن ترتبها لذا لا  تتذكر كلَّ ما خبئته ... فهمت الآن سبب حديث أبي عن الموت وعن حسن الختام وعن الحياة  دون عجز ودون حاجة الآخرين... يال الغباء ! لماذا عليها أن تمر السنون حتى نفهمهم؟ هل نحن اغبياء أم أن النضج له موعد لا يفهمه عقل الشباب الفجّ ؟! لماذا وقفنا كالبُلهاء بين أعراف النضج وجنة الحكمة؟! حقا لماذا عجزنا ؟ ولماذا فهمنا بعد.فوات الآوان.  اه لو يعود الزمان ! 

#بقلمي

#إيمان_مرشد_حماد 

ليست هناك تعليقات: