الاثنين، 26 سبتمبر 2022

نص نثري تحت عنوان{{الغربه}} بقلم الكاتب المصري القدير الأستاذ{{محمود العارف على}}


 الغربه


عجِبتُ لغريبٍ يهيمُ
 في أرض الله من أجل لُقمة
ترك المينا والمرسى
 وأماني تعيشُ في المنفى
رافعاً يديه وملوحاً بطراطيف الأمل
لحبيبةً جاءت تودعهُ وهي تتخفى
بعد أن تكسر في عيونها
حلماً واثنين وألفا
لم يتبق له سوى بقايا أحلام وعشق الثرى
فما زال  حبها يسكن 
 داخل قلبه وفي دمِهِ سرى
رحل تاركاً وراء ظهره أوهاماً
 كانت فيما مضى أحلاما حطمتها الرياح
غابت عنه ملامح الأيام وتشابهت
فلا يوجد في أيامه غداً وأمله كذبة
يغدو ويروح يقطع المسافات والبحور
لكن نهايته ركلة 
احتجبت عنه الشمس ورحل عنه القمر
وأصبحت حياته عتمة
امتدت مائدة للغرباء من سنيين عمره
فلا يكاد يُحسن تدبير أمره وفي كل حينٍ
يقتُله الحنيين مليون مره
يتقلب في نار الفراق
مقتولاً بألم البُعد والاشتياق
وبعد أن تقطعت حبال الصبر
وتلونت الايام بالقهر وضاع العمر
أرسل إلى حبيبته أن تحفر له تُربه
فلقد أكلت الغربة سنيين عمره
ولم يتبق له سوى آخر طعنة
__________________________

بقلم/محمود العارف على
مصر

ليست هناك تعليقات: