رسالة إلى امرأة ما
--------------------------------------------
سَيدَةُ قَلبي الأُولَى
أشكُو إلَيكِ فَهَل هَلْ تَسمَعِين
إنَ الشَوقُ كَادَ يَقتُلَني
واستَمدَ بِيَ الحَنِينْ
واصطَلَيتُ لَفَحَةَ الهَجرِ
منَ القَدمِ إلَى الجَبِينْ
وعَانَقتُ أيَامُ اليَأس واستَهوَتنى
حَكَايا المُتعَبِينْ
أصبحتُ حُطَاما وذِكري. إنسان
بعثَرتَهُ شَظَايا العَاشِقينْ
يامُدلاَلَتي مَاذا الآنَ تَشتَاهِينْ
فِى جَلسَتُكِ هَذهِ مَاذا تَطلُبِينْ
أصُوغُ لَكِ
كُتُبا مِنَ الشِعرِ وأهِبُ الشَمس
فى رَاحَتَيكِ لَو تَرغَبِينْ
وأجُوبُ شَوَاطِىء الدنيا
أبحثُ عَنْ لُؤلُؤةٍ
تَلِيقُ بِسُلطَانتي الشَرعِيةُ
فى كُلَ حِين
ياطِفلَتي بِاللهِ مَاذا تُريدِين
فَأنَا لِأجلُكِ مَحَوتُ
تَارِيخُ النِساءُ منَ الأرضِ
لِتَبقِي وحدُكِ فَريدةُ فى كُل حِينْ
وصُغتُ لَكِ دستُورا جديدا
وجَعلتُكِ أنتِ قِبلَةُ العَاشِقِينْ
وسَقَيتْ
حُقُولُ أشعَاري مِنْ عَينَيكِ
وزَرعتُ فِى جَزيرتُكِ الزَهرِ والتِينْ
وبِتُ لَيالٍ سَكرانا بِشَفَتَيكِ
وأنتِ كَشَظَايا فى أجزائى
تُبعثرِينْ
وطُفتُ شَوارعُ خصرُكِ
مَابَينَ لَأليء الكَنز الدفين
وأخترعتُ لَكِ ألاف الأسماء
ورَسمتُكِ عَلى النجوم وبكِ كنتُ
أستَجِيرُ مِنْ نَوبَاتِ الحَنين
وبِرَغم كُل هذا لاَ زِلتِ يَاطفلَتي
لاَ تَطمَئنين
أنَا مُطاردُ ومُشردُ ووجعي منَ
القدم إلى الجَبينْ
أُطفِىءُ الحُزنُ فِى عَيني
أمَامَكِ لِتَفرحى
أنَا لَستُ بِخَير دَاوما الخَيرُ
عِندى أنْ آراكِ أنتِ تَضحَكِينْ
أستَحلفُكِ بِهذا العِشقُ
أنْ لاَ تُحرقي الشعرَ في صدري
وأنْ لاَ تُطفئي الضِياء فى عمرى
وتَرفقي وأنتِ بدَاخلي تَمشِين
تَرفقِي لاَ تَقتُلين
وأطلُبي القَمرُ أُهدِيهِ
ورَملَ الجِبَالُ أُحصِيه
لَكِ مَاتَشَائينْ
لاَ أُريدُ شيئا غَيرَ أنكِ تَبقِينْ
فَأنتِ شَجرةٌ مَغروسةُ فى دَمي
وفرعُهَا فى الوَتِينْ
إنْي اتَخَذتُكِ وطنا حِينَ
لاَ وطن للمُشردين
كَيفَ وأنَاعُصفُورُ أغدو بدُونكِ
مُقيدا وسَجين
وأخيرا هذا أمرى ولَكِ مَاتَشَائين
أسأل الله
أنْ يحفظكِ مِنْ شَرَ مَاعَنَيتَهُ
وأنتِ لاَ تَشعُرينْ
••••••••••••••••••••••••••••••••
حسام الدين صبرى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق