الاثنين، 19 سبتمبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{وهن الاجيال}} بقلم الكاتبة القاصّة العراقية القديرة الأستاذة {{ظلال حسن الدوري}}


وهن الاجيال 

ليلة امس انتهى عملي في الثامنه مساءا في فصل الصيف هكذا توقيت انتهاء العمل عدت إلى منزلي البارد وجدت حديقة المنزل تزهوا بالورد ورائحة البيت الزكيه تفوح منه وجدت كل شيء على مايرام وضعت أكياس الحلوى لابنتي الكبرى واكياس الشوكلاته لابنتي الضغرى والعاب بسيطة يحبونها لاولادي وبعض الخضار والفاكهة ووردة صغيره لزوجتي  ولكن وجدت الصمت يعم في ارجاء المنزل والهدوء كانها الطيور تقف على رؤسهم واسترقت السمع فلم أجد لأحد صوت ولاهمسا ولاحركة  مجرد أنامل تتحرك بسرعة فائقة وابتسامة خفيفة تعلوا وجوهمم وتملأ ثغرهم ولااحد يعلم سبب ابتساماتهم المتفرقة  كل منهم مع جهاز الكتروني في يده ومتمسك به بكامل عقله ولست بكامل يداه  فالقيت عليهم السلام بصوت خافتا وبعضهم رد السلام بلا لهفة والبعض لم يلقى لي اي اهتمام فقط زوجتي من ردت السلام بمودةٍ وبعد دقائق طرق الباب رجلا يحمل أكياس وجبه عشاء لنصف منهم والنصف الآخر من الأولاد ينتظر مندوبا اخر ليحضر لهم وجبتهم 
لن ارمي اللوم عليهم فأنا مؤمن بقولة سيدنا علي عليه السلام لاتربوا أولادكم كما رباكم ابابكم ولكن هم في صاله واحده وابتساماتهم متفرقه وقلوبهم بعيدة 
عادت لي ابتسامتهم البلهاء ابتسامتي انا واخوتي وهقهقتنا الواحده على مشهد واحد في سنة ١٩٧٦م وقليل من العوائل في هذه الأعوام لا تمتلك تلفازا ملونا 
في شهر مايس  عندما تدق الساعة السادسة مساءا نهرع  مذعورين إلى التلفاز الوحيد الموجود في منزلنا 
الذي يوضع على رف عالي لإيناله يد الأطفال ولكن نجلس بصمت حول التلفاز ونرى فلم تعليمي رائعا افتح يا سمسم ابوابك  نضحك بصوت عالي ونكرر أقوال الشخصيات أنيس وبدر ونعمان ونتخذ من هذه الجمعة حب بيننا وقدوة من أشخاص التلفاز وروح الجمعة تعجل لنا وقتا مثمرا ومسلياً
و نتشارك في هذه اللحضات  حلوى تصنعها امي  حلوى واحدة  وضحكه مشتركة  واحدنا يكمل ضحكة الاخر واصبحنا روحا واحدا  .

ظلال حسن الدوري/العراق 

ليست هناك تعليقات: