الأحد، 9 أكتوبر 2022

قصيدة تحت عنوان{{لاعَلَيك}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


لاعَلَيك
-------------------------------------------
أينَ صَدرُكَ مِنْ  جراحِي 
وأينَ يَدَاكَ مِنْ بَردِ يَدِيّ؟
     أينَ أنتَ الآنَ مِنْي 
وكَيفَ  حَطَمتَ  مَعبَدِي؟
     قَدْ ضَلَلْتُ القِبلَةَ 
فَكَثُرَ يَأسِي وجَفَّ تَهَجُدي
  وتَحَوَلَت أورادُ يَومِي 
  مِنْ أشوَاقٍ كَاسِحَةٍ إلَى
حِرمَانٍ يَعصِفُ بِي سَيدِي
قَطَعتَ أنتَ خُيوطُ الفَجرِ 
حِينَ رَأيتَ الضِيَاءَ يَتَجَدَدُ
وجَعَلتَ الليلَ شَرِيعَةً يَعِيشُ
  في جَوانِحنَا مُسَيدُ؟
كَأنَنَا كُنَا سُكَارَى واستَفَقنَا 
       والأحلامُ تُجلَدُ 
  والأشوَاقُ تَحتَضِرُ وعَلَينَا 
          أنْ نَرتَضِي
 كَفَّ عَنْ قَتلِ الورودِ واعلِنْ
    رَحيلُكَ اليَومَ قَبلَ الغَدِ  
 أتَخشى عَينَاكَ مُواجهتي 
         ولاَ تَخشَى وأنتَ
  تَضعُ الحَطبَ في المَوقِدِ؟
  لِمَ القَتلُ بِبُطءٍ وتَشرُعُ فِيهِ 
      وأنتَ خَائِفَا مُترَدِداً
 أتُثنِيكَ الذِكرَيَاتُ أمْ لاَ تُحِبُ 
       القَتلَ في تَعَمُدِي
  لاَ تَخَف أنَا لَنْ ألُومَك كَيفَ 
      شِئت حَطمْ مَعبَدِي
   وأهدِم أركَانَه الخَضرَاءَ
           فَلَمْ أعُد ذَاكَ
  المُتَصَوفَ الزَاهِدَ السَاجِدَ
           لاَ عَلَيكَ
 إنْ وَجَّهتَ طَعنَةً رَغمَ الطعَنَاتِ             
     لاعَلَيكَ إنْ فَرضتَ الحُزنُ
           في مَدِينَتي
 لاَ عَلَيكَ إنْ قَتلتَ الحُبَّ 
           والأزهَارَ
 وأبَحتَ الخَرِيفَ الأسودُ
 لاَعَلَيكَ إنْ رَمَيتَ بي في بَحرٍ
 وأنَا عَاجِزٌ بِلاَ شِراعٍ مُكَبلَةُ يَدِي
 لاَ عَلَيكَ إنْ حَرقتَ أحلاَمَ عُمرِي 
 وحَرَقتَ عَمدًا  أشعَارِي وأبحتَ
        بَعدَ أمنٍ تَشَرُدِي
       اذهَب ولاَ تَخَف
 فَقدْ جَفَ نَهرُ الحَنين والمَاءَ
         أصبحَ مُتَجَمدُ
 أنَا سَامحتُكَ  سَامحتُكَ 
          لَيسَ حُباً 
 سَامحتُكَ حَتَى لاَيَكُونُ لَنا
        أمامَ الله لِقاءٌ
سَامحتُكَ اليَوم ولَنْ أسَامحَك
        لَن أسَامحَك في غَدِ
   اذهَب فَإني بَرِيءٌ مِنكَ وبَرِيءٌ
          مِن أوهَامِي
  اليَومَ أعلَنت عَليكَ عِصيَاني 
   وأعلَنت بَعدَ الخضُوعِ تَمَرُدي
  ••••••••••••••••••••••••••••••••••••••

حسام الدين صبري/ 

ليست هناك تعليقات: