الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

قصة قصيرة تحت عنوان{{المعتوه}} بقلم الكاتب القاصّ العراقي القدير الأستاذ{{جاسم الشهواني}}


قصة قصيرة

المعتوه 

بعد ان عاشا قصة حب دامت لسنة كاملة تزوجها . أنجب منها خمس أولاد وبنت . كان الرجل ثرياً جداً لكنه شديد بالتعامل مع افراد أسرته . وعنيف جداً بالتعامل مع الآخرين . ومع بنات الليل كان كالحمل الوديع . بالنهار يصلي ، وفي الليل يحتسي الخمر ويزني . حوت بكل ماتعنيه الكلمة من معنى . يتعامل بتجارته بالملايين ، وعلى أسرته ممسكن ويحذرهم من التبذير ؟
وبالملاهي الليلية ينثر المال نثراً كانه مطر يتساقط على رؤوسهم الغانيات من السماء .
كل ذلك الحب الذي كان بينهما تبخر . لتتحول الحياة فيما بينهما لحجيم . كثرة المشاكل وإتسعت الهوة بين الاب الظالم وبقية أفراد أسرته . ضاقت عليهم عيشتهم بعد إتساع . كانوا مرفهين والآن هم متعسرين . والاب المعتوه غارق بالملذات لأذنيه . ولأن درب الحرام 
درب الهلاك ؟
تراجعت تجارته وتكالبت عليه الديون . بدأ بسحب أموال طائلة من السوق على أمل التعويض .
لكن الزاني بشره رسول الانام عليه صلاة ربي وأفضل التسليم بالتلف  بالتلف حيناً بعد حين . دخل بمتاهة لامخرج منها هموم ومشاكل . لم يحاول ان يغير نفسه وواقعه نحو الأفضل بالتصرف الحسن والصبر والعقلانية . بالعكس إستمر بدرب الهوى . وكلما تحرك غاص اكثر فأكثر بمستنقع الخسة والرذيلة .
صب جل غضبه على اسرته . ضيق عليهم ، وكلما حاولت الزوجة الصالحة التي أحبته ان تتكلم معه ، كان يضربها بشدة أمام أعين اولادها . الى ان طفح الكيل بأولاده الذين تضرب والدتهم امام أعينهم كل يوم . لينبري له أكبر اولاده في محاولت فيه ليوقفه عند حده ؟
الاب المعتوه لم يفهم الرسالة من تلك الوقفة من إبنه الكبير فصفعه وشتمه .
كان الرد أعنف من ذلك الشاب
الذي تحمل الكثير بعد ان سانده شقيقه الأصغر ليردعو ذلك الظالم المعتوه . فقد السيطرة على الأمور . موقف اولاده كان كمرآة نظر اليها ليرى حقيقته بعيونهم المحمرة غضباً . وصلت له رسالة من نظراتهم بعد فوات الآوان ؟
أنت قزم .. أنت لاشيء 
خفض راسه وسار للخلف عدة خطوات ثم توقف ؟
نظر لأمهم التي إفترشت الأرض بعد ان خارت قواها من الضرب 
آراد ان يثأر لكبريائه وليرضي غروره  وعنجهيته .. قال لها ؟
أنت .. طالق طالق طالق ثم خرج بعد ذلك .
بعد عدة اسابيع وصل الخبر لهم بأنه قد تزوج من إمرأة سيئة السمعه . تلك السيدة كانت أصغر منه بثلاثين عام . جعلته يغرق أكثر فأكثر بمستنقه .
الدنيا إبتسمت للزوجة الأولى . ورثت عن أبيها مبلغ كبير جداً من المال . بنت بيتاً لأولادها . زوجتهم وحسنت وضعهم المالي . بعد سنتين من زواجه من العشرينية . طلبت منه الطلاق بعد ان تأكدت بأنه خسر كل شيء ومصيره السجن لامحالة . كان لها ما أرادت ، تطلقت منه بالفعل وتركته وحيداً بشقته التي لم يسدد إيجارها من ستة أشهر . وفي أحد الأيام وصل الخبر بأن والدهم قد تم إيداعه بالسجن .
تدخل عمهم الأكبر بالموضوع ليخرجه من سجنه بعد ان دفع كل الديون التي بذمته .
حاول جاهداً ان يحسن علاقته بزوجته السابقة وبأولاده لكنه فشل . وأخبره بأن لامكان له بحياتهم بعد ان إستقروا . حاول ان يعود لمحيطه الذي أذه كثيراً لكنه فشل أيضاً . شعر بأنه منبوذ
من قبل الجميع . حاول التواصل مع أصدقائه من التجار . صدو عنه لأنه كان يؤذيهم بتجارته . تسكع بشوارع المدينة الكبيرة وحيداً .
عض على أصابع الندم . جاع وتعرى ، كره نظرات الآخرين له لأنه رجل معروف . لم يحتمل الوضع الذي هو فيه . وفي أحدى حاويات النفايات وجد كيتار قديم
أخذه . تذكر بنات الليل والأغاني الصاخبة . تذكر زوجته الأولى وفقده لأولاده . وتذكر بحقد زوجته الثانية التي تزوجته عن مصلحة . عزف على أوتاره لحن الندم تحت جدران الحقيقة . جن الرجل وسار بطرقات المدينة وكيتاره بين يديه . هذا حال كل من يسلك درب الخطيئة . 
قال رسول الله .. عليه أفضل الصلاة والسلام
( وبشر القاتل بالقتل والزاني بالتلف حيناً بعد حين ) .. صدق رسولنا الكريم عليه وعلى آله أفضل الصلاة والتسليم  .

                     تمت

                               الكاتب

                        جاسم الشهواني 

ليست هناك تعليقات: