الثلاثاء، 25 أكتوبر 2022

قصيدة تحت عنوان {{أتى الشتاءُ}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبري}}


 أتى الشتاءُ

----------------------------------------
أتَى الشتَاءُ  باكياً  ذكرانا

أتَى الشتَاء والمَطر حِرمَانا

يُواسِيني ليله ويُشَاطِرُنْي الأحزانا

في السماءِ القمرُ ضائع مُشرد

     مُنطفِيء يبكي حَيرانا

وفي الأرضِ القلبُ باكياً كَطفلٍ

       بلا أمٍ جائعاً ظمآنا

اللهم صَيباً  نَافعاً وقلباً  صابراً

   ياربُ جفناً  ياربُ جفناً 

   يتخذُ  النومَ  عُنوانَا

يامن  ولَّيت  الزمانُ  أمرنا  متَى

       متَى الزمانُ تولانا

 متَى  ترفقَ  بذي  الجُرحِ  متَى

     في ليلِ الضجرِ هدانا

       ووهبتَ للريحِ 

أيامَ العمرِ فتناثرت أحلامُنا

صرتُ  وحدي أجمعُها في 

الليلِ الحزين وفي غيومِ ضُحانا

مر عامٌ  وماأرخصُها الأعوام

إنْ لَم تُثمِرُ بِلقَائنا وعِناقنا ولُقيانا؟

        إنْ لم يكسُها الدفءُ

لا معنى أبداً  لَها  والقلبُ  عُريَانا

    أتَى الشتاءُ  باكياً  ذكرانا

  أتَى الشتَاء والمَطرُ حِرمانا

 وقد هاجرتْ الطيورُ أعشاشها

  ولم يعُد للغريبِ مكانا

  وانطفأ الشعرُ في صدري 

  وأطفئوا الشمسَ والألحانا

وكأنكَ عهدُ الجمالِ في الحياةِ

  وكأنكَ للأوطانِ أوطانَ

     أنا لم أذكِرُك بشيءٍ

إن كنتِ تذكُرني أنت فأتني 

بشيءٍ من الشوقِ الذي أبكانا

 من العهدُ الذي كان بينَنا

من الحُلم الذي زرعتَهُ في صدري

   وفي صدرِك أنتَ كانَ

    آتني بشيءٍ مني

فقد ضعتُ  كثيراً  مني  

وأنَا أجمعُ   همساتِ هوانا

 أبايعُ الليلَ ويُبايعُني الحزنُ

      على عرشِهِ سُلطانا

 ويُبقِيني الحبُ على العهدِ 

ولا أعرف تُري العهدُ قد هانَ

 أم مازلتُ تحفظهُ ولازلتُ

     بهِ وبي  سكرَانا

ما أصعبَ أن يُبقينا الحبُّ

بين الظنونِ يُداعبُنا الأمل  ليلةً

  وليالٍ  يضِلُ خُطانَا

      حَتى السلام 

 و كانَ أخرُ مَاتبقى من ثروتنا

لم يعُد يأتِيني وكأنَّ الطيورَ

سُجِنت أو ضلَّت العُنوَانا

       إن كنتِ  تذكُر آتني

بشيءٍ منَ الذي جمعنا وأحيانا

فلا نُحملُ الأقدارَ ذنب فِراقنا

وأنتَ من قتلت في الحبِ بقَايانا

ورضَيت العمرَ نقضيهِ أنفاسٌ

          تحرقُ الصدرَ

 وكأن  الحبَّ  ذنبٌ  وعَلينا 

 أن نكفِّر فيه عن خَطَايانا

 أتى الشتَاءُ باكياً على حبٍ

      كَم عَذبنا وأبكَانا
-----------------------------------------
حسام الدين صبري

ليست هناك تعليقات: