الخميس، 1 ديسمبر 2022

مقال تحت عنوان{{التوتر جدع مشترك مع الفظاظة}} بقلم الكاتب المغربي القدير الأستاذ{{رشيد الموذن}}


التوتر جدع مشترك مع الفظاظة ..

موضوعنا اليوم عن الفظاظة ومعناها اللغوي والاصطلاحي وعلاقتها بالتوتر .
الفَظَاظَة لغويا : خُشُونَةً فِي الْكَلاَمِ، سُوءَ الْخُلُقِ
مصدرها  فَظَّ.
الفَظُّ اصطلاحا  : الجافي المسُيءُ، مفتقر للسلوك الحسن والتصرفات المهذبة
فما نعني بالفظاظة هنا ، هو مضايقة الٱخرين بالقول أو التقليل من شأنهم ، أو التصرف بنوع من التجاهل ، أو السخرية منهم ، وهذا السلوك شهد شيوعا ويشهد تزايدا كبيرا جدا خصوصا بعد جائحة كورونا ، والتداعيات الإقتصادية المتعترة التي شهدتها المجتمعات ، وما زاد الطين بلة كذالك الحرب الروسية الأوكرانية  والتزايد المهول في ارتفاع الأسعار . نعم لا يمكن أن ننكر ، كل هذه العوامل والمواقف المتعددة نتجت عنها فظاظة على مستوى فردي وجماعي ، لأنها حقيقة عوامل حجبت الرؤيا وعدم اليقين من مستقبل مهدد ، كما أن ضعف الروابط الاجتماعية التي نشهدها اليوم  بسبب الاعتماد على التقنية ساعدت أيضا على التوتر، بذالك كل هذه العوامل التي ذكرنا جعلتنا أقل تهذيب مع المحيطين . بهذا نؤكد إن للتوتر دوراً كبيراً في انتشار الفظاظة ، ويلعب دورا أساسيا في تعكير المزاج ..
حقا من منا لا يعاني يومياً من شخص   يقلل من قدره وعلى مدار كل احتكاك في الشارع والحافلات والإدارة مع موظف او زبون في متجر . بل حتى بين شخصين مرتبطين ..
والغريب خطورة الفظاظة تكمن في سهولة العدوى لأنها لا تقتصر على صاحبها ، فهي مثل فيروس ، ينتقل من شخص فظ إلى آخر ، من دون أن يشترط التواصل الجسدي، بل الأدهى من ذالك يمكن أن تنتقل حتى عبر الانترنت ،  فهي لا تنحصر فقط  على بعض العاملين  في الخطوط الأمامية للأسر ، للرعاية الصحية والتعليم والنقل والمبيعات ، بل تضرنا جميعاً أيا كان موقعنا ..
ولا بأس أن أدرج مثالا استحضره الان قد حدث مؤخرا تأثرت به كثيرا ، عبارة عن حادث طارئ بين مركبتين ، قد تقول  عادي جدا ، لكن ما أثار انتباهي حقيقة التصرف بالتصميم الداخلي الحكيم لشخص معني الذي اراد أن يركن سيارته في احد شوارع المدينة ، الا أن ضيق الممر اضطره للرجوع إلى الخلف قليلا ، لكن تصرف متسرع نوعا ما من مقلة لمركبة أخرى عشرينية مع امها ، وبشكل ملفت سريع أدت إلى اصطدام بسيط معه . ونظرا لجزع الأم من الصدمة حيث كانت في الجهة المحاذية ، صرخت بكل قوة في وجه المعني  : الحمار الحمار وبصوت عال جدا . والملفت هنا كما ذكرت في الشخص الذي على ما يبدو سبعيني ، خرج مسرعا ، خلته سينفجر في وجه السيدة من الغضب ، إلا أنه فاجئني حقيقة لم يعرها أي اهتمام واتجه نحو السائقة بكل برود ، التي بدورها تكشرت في وجهه هي الاخرى.
الا ترى ايها المعتوه ؟
فأجابها بكل رزانة وأدب  : بنيتي قدر الله وما شاء فعل ، ما حصل قد حصل لنتحدث فيما يتوجب علينا فعله الان وليس فيما وقع . سأصلح ما بسيارتك من عطب إن أردت أو إن أردت ان تأخد المسطرة القانونية مجراها فلا حرج في ذالك .
واستمرت في الصراخ لمرات ، وهو يقاطعها بنفس الجملة وبطريقته الخاصة المعهودة التي حقا أبهرتني شخصيا ، لقد كان قدر التؤدة من الرسوخ عنده أكبر من أن يقاوم مما عرض تصرفها العرن للإذعان له في الأخير  وبشكل ودي لطيف غير معهود  . مع احترامي وتقديري لهذا السيد حقا لا اعرفه ولا علم لي بوضعه الاجتماعي فسيارته توحي بالوسطية والاعتدال ، لكن  تصرفه الرزين كان لي درسا رائعا لن أنساه . .
الفظاظة عزيزي يمكن أن تسمى أيضًا الوقاحة..   هي بطبيعتها مواجهات بطريقة عدوانية قد تسبب خللا في التوازن الاجتماعي ، وخاصة فيما يتعلق  بالضرورة المواجهة العدائية الكلامية من فحش وألفاظ نابية في صميمها. وتشمل أيضا أشكال الوقاحة التصرف الغير المحسوس والغير المنظور ، والهجوم الغير المهذب المتعمد، والأفعال الاجتماعية المحرجة، كانتهاك المحظورات مثل الانحراف. في بعض الحالات ، ويمكن أن يكون عمل وقح يصل حد الجريمة ، على سبيل المثال جريمة خطاب الكراهية في بعض الحالات كم نسمع هنا وهناك.
 الفظاظة صديقي عرض مرضي من عدم الاحترام بعدم الامتثال للمعايير الاجتماعية من  آداب جماعي أو ثقافي. وضعت له معايير باعتبارها الحدود الأساسية للسلوك المقبول عادة  المعروف لعامة الناس ..
ختاما أن تكون مشحون بالضغوطات هذا يعني ان كل الناس تعيش في نفس الدوامة ، ولا وجود لمبرر أنك غير قادر أو غير راغب في مواءمة سلوك معين مع هذه المعايير المعروفة لعامة الناس وبما هو مقبول اجتماعيًا، لا مبرر إذن لتعرض وقاحتك أو تنفذ سلوكات مشينة كما لو كانت عرف اجتماعي جديد مفروض عوض مرفوض ..
صديقي لا تخشى الوجع، ولكن اتحد معه، ولا  تخشى الموت ولا تخشى الحزن، الحزن يجعل منك إنسانًا.
ولكن أخشى - كل الخشية - من أن تموت قبل الأوان، من أن تنكسر قبل لحظتك، من أن تتوقف عن الشغف، من أن تتخلى عن روحك و مبالاتك بكل شيء ..!"  أنظر إلى السماء قدر الإمكان حيث الرب على العرش استوى ، وستصبح أفكارك مشرقة وواضحة.
تحلى بالهدوء والسكوت وستأتي السكينة إلى قلبك وستنعم روحك بالسلم والسلام ..
ودمتم ترفلون في عافية وهناء .

رشيد الموذن @

المغرب @ 

ليست هناك تعليقات: