تأبط غيماً ...!
__________
تأبَّطَ غيماً ، و غنَّى ، و أنَّ
و راح كمثلِ السنونو ، عَبَرْ
و راقصَ بدراً ، بُعَيدْ السَّحابِ
قُبَيْلَ السَّحَرْ...
و هامسَ فجراً ، بُعَيدَ الغيابِ
و نوّرَ زهرَ الأماسي ، خَفَرْ
انا فيكِ مثلُ السُّكَارَى صباحاً
يروحونَ مأوى جنونِ المطرْ
و يشتاق قلبي شذا الأرجوان
يغني مساءً بلحن شجيٍّ
توشّحَ لونَ
البحارِ اللواتي غمرنَ السواقي
با أحلى الصُوَرْ
ايا ليت قلبي يلبي العذابَ
يلومُ السَّرابَ
و يأتي اليَّ ، يقبِّلُ خَدِّي
و يجعلُ مني بقايا الضَّبابِ
رموشََ الحَبَارى
يصلين عشقاً خَفَيَّ الأَثَرْ
تأبَّطَ غيماً وراحَ يصلّي
بنبراتِ قلبٍ ، و عشقٍ لدربٍ
و يجعلُ منكِ الصباحَ مساءً
و يجعلُ منك الأنينَ نبيذاً
بقلبي اختمَرْ
تأبط غيماً ، و يعرفُ أن الغيومَ تروح
بعيداً
تسافرُ فوقَ الصحارى ، حَلِمْنَ
بزخِّ المطَرْ
على شوقِ غيمِ شذا الأرجوانِ
أداعبُ خداً
و أقطفُ ورداً ، و أسعى إليكِ
أجنُّ عليكِ
و أقتاتُ منكِ ، بقايا الشَّررْ
أنا كنتُ مثلَكِ همسَ الرَّبابِ
و صوتَ العذابِ
و أحياكِ مثلَ حنينِ السَّواقِي
لعينيكِ لما
عيونك قالت ، لقلبي تعالَ
و كن من شجوني
و كن من جنوني
و كن مثل غيمات ذاكَ الشتاء
كنبعة ماءٍ ، تدلَّتْ بعيني
و غنّت و أنَّتْ ، و عاشتْ بروحي
فنزتْ جروحي
و قامت تداعب ظبياً عَبَرْ
تأبط غيماً ...
و جاء يراقصُ عيني تنزُّ بوابل عشقٍ
على رقص حبَّاتِ زخ المطرْ ...!!
تأبط غيماً ، يشتّي عليكِ
و يجعل من شعرِكِ بيلساناً
و يجعل من همسكِ أقحواناً
و يجعل منّي نبيَّاً شقياً
تلعثمَ عشقاً
و شوقاً و غنى ....
و من ثمّ ماج بقلبي حَذَرْ ...!
سهيل أحمد درويش
سوريا _جبلة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق