الجمعة، 13 يناير 2023

قصيدة تحت عنوان{{تأبط غيماً}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


تأبط غيماً ...!
__________
تأبَّطَ غيماً ، و غنَّى ، و أنَّ 
و راح كمثلِ السنونو ، عَبَرْ
و راقصَ بدراً ، بُعَيدْ السَّحابِ 
قُبَيْلَ السَّحَرْ... 
و هامسَ فجراً ، بُعَيدَ الغيابِ 
و نوّرَ زهرَ الأماسي ، خَفَرْ 
انا فيكِ مثلُ السُّكَارَى صباحاً 
يروحونَ مأوى  جنونِ المطرْ 
و يشتاق قلبي شذا الأرجوان 
يغني مساءً بلحن شجيٍّ 
توشّحَ لونَ 
البحارِ اللواتي غمرنَ السواقي
با أحلى  الصُوَرْ
ايا ليت قلبي يلبي العذابَ 
يلومُ السَّرابَ 
و يأتي اليَّ ، يقبِّلُ خَدِّي 
و يجعلُ مني بقايا الضَّبابِ 
رموشََ الحَبَارى 
يصلين عشقاً خَفَيَّ  الأَثَرْ
تأبَّطَ غيماً وراحَ يصلّي 
بنبراتِ قلبٍ ، و عشقٍ لدربٍ
و يجعلُ منكِ الصباحَ مساءً 
و يجعلُ منك الأنينَ نبيذاً 
بقلبي اختمَرْ 
تأبط غيماً ، و يعرفُ أن الغيومَ تروح 
بعيداً 
تسافرُ فوقَ الصحارى ، حَلِمْنَ 
بزخِّ المطَرْ 
على شوقِ غيمِ شذا الأرجوانِ
أداعبُ خداً 
 و أقطفُ ورداً ، و أسعى إليكِ 
أجنُّ عليكِ 
و أقتاتُ منكِ ،  بقايا الشَّررْ
أنا كنتُ مثلَكِ همسَ الرَّبابِ 
و صوتَ العذابِ 
و أحياكِ مثلَ حنينِ السَّواقِي 
لعينيكِ لما 
عيونك قالت ، لقلبي تعالَ 
و كن من شجوني 
و كن من جنوني 
و كن مثل غيمات ذاكَ الشتاء 
كنبعة ماءٍ ، تدلَّتْ بعيني 
و غنّت و أنَّتْ ، و عاشتْ بروحي 
فنزتْ جروحي 
و قامت تداعب ظبياً عَبَرْ 
تأبط غيماً ...
و جاء يراقصُ عيني تنزُّ بوابل عشقٍ 
على رقص حبَّاتِ  زخ المطرْ ...!!
تأبط غيماً ، يشتّي عليكِ 
و يجعل من  شعرِكِ بيلساناً 
و يجعل من همسكِ أقحواناً 
و يجعل منّي نبيَّاً  شقياً 
تلعثمَ عشقاً 
و شوقاً و غنى  ....
و من ثمّ ماج بقلبي حَذَرْ ...!

سهيل أحمد درويش 

سوريا _جبلة 

ليست هناك تعليقات: