الثلاثاء، 17 يناير 2023

ج(الرابع) من قصة {{العائد}} بقلم الكاتب القاصّ الأردني القدير الأستاذ{{تيسيرمغاصبه}}


 قصة متسلسلة

    " العائد"
         -٤-

"اللعنة ..
لماذا عدت إلى الحياة بعد أن إخترت الموت ،والمشكلة الأن أني لا أستطيع إعادة  الكرة لأن الموت كان مؤلما جدا ،لاأستطيع أن أقدم عليه من جديد.
ماهذا الصوت ..."

تلفت عدنان حوله ،لم يرى شيء ..فتابع حديثه بصوته المسموع:

"لكن من غير العدل أن أحرم من فتاتي في الدنيا  وفي العالم الأخر أيضا،كان من العدل أن نبقى معا..إما هنا وإما هناك ..أم لعل ذلك يعتبر بمثابة  ععقوبة لي أن أعود بدونها.....؟"

إنبعث الصوت من جديد ، تلفت عدنان حوله ، لم يرى شيئا ،قال:

"أنا متأكدا بأني أسمع صوتا ..صوتا قريبا جدا مني ..أنه ..أنه أشبه بصوت صهيل ..صهيل حصان..بل هو بالفعل صوت صهيل حصان ..لكن أين هو هذا الحصان ..؟"

تابع عدنان مشيه،عندما أصبح الصوت بعيدا عنه ،عاد بخطواته إلى الوراء حتى أقترب من مصدر الصوت، تأكد من مصدر الصوت وقال بدهشة:

"أن الصوت يصدر من هنا ،من تحت قدمي؟

بدأ عدنان الحفر في  بالرمال بسرعة،ماهي سوى دقائق حتى قفز الحصان من الحفرة ناثرا الرمال هنا وهناك ،لقد كان بالفعل حصان أحمر اللون ،شعره طويل جدا بشكل لافت ،كان متدليا حول رقبته، وكان منظره في منتهى الروعة والجمال   .
كان رأسه مغطى بكوفية عربية حمراء ،وقف رافعا قائمتيه وأخذ يصهل ،
كان عدنان لايزال منبهرا ومندهشا ومبتهجا في أن واحد ولتزداد دهشته قال الحصان موجها كلامه له:

-أشكرك ،هلا رفعت الكوفية عن وجهي ؟

قال عدنان وهو غير مصدقا ما تسمع أذناه:

-حصان يتكلم ..هل أنت جان.

أجاب الحصان:

-لا أنا من تراب كأنت تماما؟

قال عدنان وهو يحرر رأس ووجه الحصان من الكوفية :

-لكن الحيوان لايتكلم بلغة البشر.

-نعم هذا صحيح، لكن أنت فقط من يستطيع فهم لغتنا؟

-أنا فقط ،ولماذا.

-لاعليك..أرجو أن تربط  الكوفية حول عنقي؟

قال عدنان وهو يقوم بربط الكوفية حول عنق الحصان:

-لكن لماذا تريد ربطها حول عنقك ..و..ولماذا كانت قبلا مربوطة حول رأسك .

-أن تلك الكوفية تخص صديقي الإنسان..آه..وهي لازالت مبللة بدموعه التي ذرفها علي ؟

-لم أفهم شيئا.

-عندما مت بكاني صديقي بحرقة ،وكان يمسح دموعه بكوفيته..وعندما أراد  دفني قام بربطها على رأسي بل وكاد أن يدفن نفسه إلى جانبي لولا أن الرجال منعوه من فعل ذلك..آه لاأعرف لماذا عدت إلى الحياة ؟

-أنت أيضا..هل الحيوان والطير يعودا إلى الحياة أيضا!!

-بلا شك لأن جميع المخلوقات تسبح لله منها الحيوان والطير ؟

-بما أن صديقك غير موجود..وبعد تلك السنين الطويلة لانعلم أي شيء عنه..أنا أعرض عليك صداقتي ..أتمنى أن نصبح أصدقاء كي  نقطع معا تلك الصحراء الموحشة؛ لربما نعلم مانهايتها.

-بلا شك أنك وفي جدا ..والدليل وفائك لرفيقتك وردة ..لكني لن أتخلا عن صديقي الذي بكاني بحرقة،وسأبحث عنه أولا،وإن وجدته سأبقى ملازما له ،أما إن كان في العالم الأخر حينها سأعود إليك لقبول صداقتك؛فأنت تستحق أن تكون صديقا لي؟

-لن أتمنى مايزعجك كعدم إيجادك لصديقك..بل أتمنى أن تتوفق في العثور عليه لكن في نفس الوقت  لو إلتقيتك سأكون مسرورا جدا.

-حسنا ..أشكرك على مساعدتك لي،وفيما لو أني لم ألتقك فلن أنسى معروفك أبدا ،والأن استودعك الله أيها الوفي ؟

صهل الحصان 
وإنطلق  يسابق الريح.

(يتبع....)
تيسيرمغاصبه 
١٣-١-٢٠٢٣

ليست هناك تعليقات: