الأربعاء، 18 يناير 2023

قصيدة تحت عنوان{{عالمٌ مِنَ التنَاقُضَات}} بقلم الشاعر المصري القدير الأستاذ{{حسام الدين صبرى}}


عالمٌ مِنَ التنَاقُضَات
___________________________________
كَمْ أخشى أنْ أسمَعَ كَلِمَة وداعٍ 
وٱرَدِدُهَا في نفسِي آلَافَ المرَات
كَالذِي يَخشى المَوتَ فجأةً ولَم 
      يَتَبع الهُدى و الآيَات
أنتَظِرُ ميلاَد الفَجر وألعنُ ألعن
      الصُبحَ والنَسمَات         
وأرفُض الِلقَاءَ يأتي وأترَقبُ 
         الرسَائِل الأتِيَات
وأجلِدُكَ في أشعَاري فَأتَعَذبُ 
          بِجَلدِ الذَات
 ألعَنُكَ وأدعو عَليك فَيَصِيحُ 
فَيصِيحُ قَلبي استغفَارا لأكفرَّ 
           عَنِ الدعَوات
وأعلَمُ أنَكَ مِثلِي تَعشَقُني سِراً  
  وعَلنا تَجحَدُني بِالكَلِمَات
  أنَاقِضُ نَفسِي في كُلَّ شَيء
          فَالحُبُ حَقًا
     عالمٌ مِنَ التَنَاقُضَات
كِلاَنا يُريدُ الآخر سِرًا وعَلَناً
      نَدعي أنَّ السَيرَ في
 دربِ العِشقِ تَتُوهُ الخُطوات
     كِلاَنَا يُمَثلُ دَورَالنِسيَان  
         مَاأسخَفَهُ دورٍ
   نُمثلهُ  بِوجُوهٍ  عَارِيات
فَلا التَهَبَ المسرحُ  تَصفِيقًا. 
       ولاَ اكتَسبنا ثَنَاءاً 
لَم نُتقِنْ  مرَةً  واحدةُ  دورَ 
     الطيورِ الهَارِبَات
  فَكَيفَ  نُقنِعُ  مَن  حَولَنَا 
 وفي الصدُورِ مَاهوَ أصدقُ
    مِنَ العيُونِ الكَاذِبَات
يَنتَابُني الجنُونُ كُلمَا تَذَكرتُ 
 لحظات الدِفءِ والقُبلات
أثُورُ عَلَى الوَاقِعِ  المُستَحيلِ 
      وأشعِلُ الثوَارات
وتَسكُنُ ثَورتي عَمدًا حِينَما 
أتَذَّكَرُ أنَ الصَرخَةَ لاَ تُحيي
         أبدًا مَن مَاتْ
وأنَ الحُبَ كَالطَيرِ إذا ٱنتُكِسَ 
       لاَترفعَهُ الأمنِيَات
وكل مَايخُطَهُ القدر فِرَاقا 
فَمَا حِيلَةُ الحنينِ والذِكريات
     فَكُل العُشاق تُسافِرُ
  في شَدوِ العصَافيرِ  ونحنُ
ونحنُ نُسافرُ في حُزنِ النَايات
يَقتُلُنَا الحُبَ في الَليلَةِ ألفُ مرة 
         وفي تَكَبُرٍ
   أصَابِعَُنا  تَمضي النهَايات
ونُعلِنُ أنَ الصفحَةَ قَد غُلقَت 
    والشَوقُ بَيني وبَينكَ 
  آلاَف  الكُتُب  والصفحات
ننهَارُ في الليلِ بُكَاءً وحَنِينا
         وفي النهَارِ 
  نُوزِعُ   زَيفَ الضَحِكَات
         إلَى متَى
 نَمضِي  بِجَهلٍ  في ضَلاَلٍ 
     ونسألُ اللهَ الثبَات
  كَالقَابِضِينَ عَلى جَمرةِ نَارٍ 
في عَصرِ الشَيطَانِ والمُوبقَات
لِمَ نَحزَنْ إن كَانَ العالمُ ضِدنا 
  فَأنَا وأنتَ بِدَاخِلِنا عَالمٌ
   عَالمٌ مِنَ التنَاقُضَات
                       
___________________________________

حسام الدين صبرى/ 

ليست هناك تعليقات: