خمريةٌ وسناءُ يا عبقَ الزهور
يا عيونَ الحبِ يا ضوعَ الخمور
انتِ يا اغلى الأماني في الهوى
يا منالاً منهُ قد أعيى الصبور
يا رقةً أثرى الخيالُ جمالها
مأسورُ منها في متهاتِ العبور
كم تخاذل صبري فيكِ ناعياً
وتمادى العشقُ يغلي في الصدور
في شرودٍ من متاهاتِ المنى
فيهِ اعيى الفكرُ يدركُ ما يدور
أخطُ من أياتِ شعري للنوى
اهاتَ ما منهُ توارى في الخدور
أشكو الذي مني تجافى غارقاً
في بحرِ هجرٍ لا يمنيهُ الغرور
يغلي فيهِ قلبي شوقاً عارماً
تنتفض منهُ أساريرُ الشعور
يرتشف ثغرَ الأماني واثباً
وثبة القاصي الذي يبغي السرور
نضجت لكَ الأشواقُ مني تحتذي
تهديكِ اجملُ ما تخطُ لها السطور
أنتِ يا اهاتُ ما خطَّ الجوى
كيف فيكِ يجتمع نار ونور ؟
كيف يغفو ويماري فيكِ لحني ؟
كيف يغلي الثلج في نبض الفتور ؟
فيكِ يؤرجحني الهوى متفانياً
ما بين بعدٍ منكِ خطتهُ الدهور
كيف بي ان شح منكِ الملتقى
يا رشفةَ المشتاقِ من كأسِ غيور
كيف بي ان عانى قلبي في الهوى؟
وتلاشى الوصلُ محظورُ الحضور
أدركتُ لا يُجدي ملامي عاتباً
ولا يجدي من للحبِ غضباناً يثور
عبد الكناني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق