السبت، 18 فبراير 2023

قصة قصيرة تحت عنوان{{على ضوء شمعه}} بقلم الكاتبة القاصّة الليبية القديرة الأستاذة {{لجين علي}}


(على ضوء شمعه)
ككل ليلة عندما يشتد سقوط المطر ويعلو صوت الريح تنقطع الكهرباء ...
عندها أبتعد قسراً عن التلفاز والأنترنت وأعود إلى دفاتري وقلمي...أشعر بثقل في يدي أحاول تحريك أصابعي وأضع القلم على صفحة الورقه وماهي الا لحظات حتى صار يركل الحروف ركلاً لتصبح كلمات تسوق معها جُمل...
وصار يكتب ماتُمليه عليه ذاكرتي...ذاكرتي!! نعم لقد عادت بي اللحظه التي أعيشها الآن..هدوء وحجرة مظلمة لاينيرها سوى ضوء شمعه وصوت أمطار في الخارج عادت بي إلى سنين مضت وأعوام تعاقبت  ..
فارأيت نفسي طفلة بظفائر تصل إلى ظهري مربوطه بشرائط بيضاء وشال يلتف حول عنقي ألوانه متناسقه
مع قبعه وقفازات صوف كان والدي قد أشتراه لي من (دُكان الحاج محمد) مع حذاء شتوي يصل إلى الرُكبه ؛
كنت عندما أعود من المدرسة عند المساء(حيث إني أدرس بعد الظهر)
مبتلة الملابس تأمرني والدتي بتغييرها والجلوس بالقرب من المدفأة الوحيدة في بيتنا،أجلس بالقرب منها والتصق باأخوتي الذين سبقوني بالجلوس التماساً للدفء ؛ 
وماهي الا لحظات حتى أبداء في كتابة واجباتي المدرسية وماأن أكملها حتى أسمع صوت المفتاح في قفل الباب فاأركض مسرعة أسبق أخوتي لاأستقبال والدي ،لقد عاد يحمل أكياس البرتقال والكستناء...
وما أن يدخل والدي يبدل ملابسه ويرتاح قليلاً حتى تحضر لنا  والدتي وجبة العشاء و......وتنقطع الكهرباء ونصرخ نحن بصوت واحد من الخوف  ربما أو من الفرح...
بالرغم من إعتيادنا على انقطاعه أغلب أيام فصل الشتاء...
يقوم والدي بأخراج علبة الثقاب من جيبه ويقوم باأشعالها وتأتي والدتي من المطبخ تحمل في يدها شمعه مشتعلةوتقوم بعدها
بإيقاد (فانوس القاز)
وعندما يُضى المكان نلتف حول موقد الفحم الذي تطهو عليه والدتي الشاي ونمد إيدينا الصغيرة نلتمس الدفء وتحضر والدتي الكستناء (القسطل) كما نسميه بالعامي... التي أحضرها والدي مع حبات البرتقال التي قام التاجر بأخذ قطعة من قشرتها كي 
يفرق بين البرتقاله
( الحامضه من الحلوة) كما نسميها نحن؛
 كان والدي هو من يقوم بشواء الكستناء على موقد الفحم وكنا نستمتع برايحته الزكيه وننتظر نضحه ونلتهم البرتقال؛
وفي هذه الأثناء  يقوم والدي بتحريك يديه أمام الضوء الخافت كي تتشكل على الحائط صورة حمامه أو قطة أو أرنب...ونحن فرحين وكأننا نشاهد فيلم  في سينما(الأندلس )* في ذاك الوقت؛ وتمضي الساعات ونحن مستمتعين بالأكل ومشاهدة ماتجود به مخيلة والدي من أشكال تظهر على الحائط إلى أن يغلبنا النعاس وتحملنا والدتي إلى مكان نومنا ونُنام ونحن نحلم بصور أُخرى وننسج منها قصص
وحكايا إلى  أن نستيقظ في الصباح على صوت والدي يودع والدتي قبل ذهابه إلى وظيفته وهي تتبعه بالدعاء( أن شاءالله اللي في بالك تنقضالك..)
(بقل🖎مي)
* الاندلس*سينما كان مشهوره في مدينتي في ذاك الوقت
Lujeen Ali

ليبيا 

ليست هناك تعليقات: