الشمس لا تغطى بغربال
د.كرم الدين يحيى ارشيدات
عذرا اوراقي
وعذرا قريحتي
وعذرا لقوافل الشهداء
الذين يزفون في كل يوم
وفي كل لحظة
عذرا فلسطين
وعذرا سوريا والعراق واليمن
ومصر وتونس ولبنان وليبيا
عذرا اخوتي المسلمين
الذي ابيحت دماؤهم بسبب
او بدون سبب
عذرا
ماذا سنقول لهم
ماذا سنقول للذين قدموا ارواحهم
فداءا وتضحية لفلسطين
ولكل ذرة من تراب فلسطين
انقول خذلناكم
انقول دفنا رؤوسنا بالتراب
جبنا وخنوعا
كيف سنعلم اطفالنا حب الاوطان
ونحن لا نعرف ماذا تعني كلمة
وطن
ذنبهم انهم اصحاب حق
واصحاب وطن
ذنبهم انهم دافعوا عن مقدسات
وعن عقيدة
ذنبهم انهم اصحاب وطن
سكن قلوبهم قبل ان ان يسكنوا
باطنه
ذنبهم بأنهم احق خلق الله بتراب فلسطين
دمرت وهدمت منازلهم
لأنهم قاوموا
وزج بهم بالسجون والمعتقلات
والام الفلسطينية
التي سبقت جذورها
جذور شجر الزيتون بهذه الارض
صامدة وراسخة
وتقدم كل يوم مثال جديد
عن التضحية والصمود
وتقدم الشهيد تلو الشهيد
برأس مرفوع
هي تنجب لتقدم في كل لحظة
مشروع جديد
عن البسالة والشهادة
عذرا على غيابي
لأن ما في القلب
اكبر من حروف الغزل والحب
فالمصائب من حولنا تتوالى
والنكبات
تهز مشاعرنا وفرائسنا
واخوتنا الذين فروا من الموت
بحثا عن الامان لهم ولعائلاتهم من الاضطهاد والعنف
فكان الموت يتربص بهم
ليس بالعشرات وانما بالالاف
قضوا في زلزال سوريا
وسكنوا العراء بأجسادهم المنهكة
وكان غطاءهم الماء والثلج
اجساد ترتعد وترتعش
هلعا وخوفا وبردا وجراحهم تنزف وقلوبهم
تئن وجعا وفقدانا
ماذا قدمنا لهم
غير الدعاء
نعم رحمة الله وسعت كل شيئ
ولكن
مالذي فعلتاه نحن
كشعوب
ماذا قدمنا لإخوتنا
لا شيئ
قطعت عنهم المؤونة والمعونة
ومن لم يقتله الزلزال
قتله البرد والجوع
مئات الالاف بلا مأوى
تسكن العراء بآنتظار رحمة المولى عز وجل
هو مولاهم وهو نصيرهم
وما زال الحبل على الجرار
وما زلنا نقتتل في ما بيننا
وهناك تحاك المؤامرات
حتى لا تقوم لنا قائمة
وجرح العراق ما زال ينزف
ولم يندمل
دمرت بنيته واستنزفت ونهبت
كل موارده
والفتن والمؤامرات تدس هنا وهناك
ولبنان الذي ارهق
ولم يعد هناك لا مال ولا طعام
سرقت اموال بلد
بحنكة فنان موهوب
حتى لا تقوم لهم قائمة
واليمن وليبيا وتونس
والحديث يطول
هو وجع واحد
يضرب بخاصرة كل عربي مسلم
واللبيب يعلم بأن الشمس
لا تغطى بغربال
اعداؤنا كثر من حولنا
والهدف واحد
انظر من حولك
وسترى الشمس واضحة
ولا يمكن لغربال ان يغطيها
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق