الأحد، 5 فبراير 2023

نص نثري تحت عنوان{{كُلما جائنـي مخاض القصيدة}} بقلم الكاتب العراقي القدير الأستاذ{{خالد العيسى}}


 كُلما جائنـي مخاض القصيدة

أُجهضت كلماتي ..
وأضجُ بالمعاني
وأفض بِكارة الصفحة
وأحاول قسراً قذف الكلمات
في رحم الدفتـر
أكتبُ أُغنيةً ثملة ..
وأنقشُ بعضاً مِن صور
سطراً يتلوه سطر
وينغمس الحِبرُ في وجعـي
أكتبُ .. وأكتبُ .. وأكتب
هُنا عبق فيروز ..
هُنا ليمونة الدار
هُنا ياسمينةً
تدلت على أسوار حديقتنا
هُنا جفافٌ لغربة
هُنا صحراء غياب
هُنا وطنٌ مِن وجـع ..
وما أن أنتهي من خطوط يدي
وفي خاتمة كتاباتي
ألمحُ أوراقـي...
فأكتشف بأنها فارغة ؟!
لم يمزقها وجعـي .. 
ولم يبعثرها شوقي ..
وما ضمت سِوى بصمة صمتي ..
ولَا أظنُ أن أحدا يفهمني
ولا حتى أوراقي تسمع
لو شكوت لهم بحجم العتمة
التي تحتل أضلعي
لَا ولن يفهموا شعـوري
لَا أظنُ بأنهم 
سيواسوني بعد الَآن
حتى أوراقي ملت حضوري
حروفـي غثياني والحُزن
يا أيها الورق ...
لن نختلف ..
فما بيني وبينك
هلوسة قلم وفِكر
لن نختلف..
فأنت وطن الحرف ..
ورحم الكلم
لن نختلف..
دعنا نُمارس الجنون
لن نختلف..
بكَ كل عمري.سأعتكف
دعني أُمارس
هواية التشويه والتلوين
دعني أُمارس رغباتي البشرية فيك
دعني أُلملم بقايا وحدتي
وأجيئك بكل حقائبي ..
فيزمجر بي صوتٌ يقول :
لَاحظ خطوط أوراقك
فقرها لَا يُسمن جوعك
وبردها لَا يهبك الدفء
وما ضمت سِوى بصمة صمتـك...

#وَهَجٰٖ            4/2/2023

خالد العيسى

ليست هناك تعليقات: