الأربعاء، 15 فبراير 2023

نص نثري تحت عنوان{{اكتشافات مؤلمة}} بقلم الكاتبة الفلسطينية القديرة الأستاذة{{إيمان_مرشد_حمّاد}}


"اكتشافات مؤلمة" 

عندما نكبر يكبر  معنا فهمنا للبشر وبموازاته تتضح رؤيتنا وتقوى بصيرتنا ، حينها فقط نتمنى لو ان الحكمة تولد معنا ولا تتنامى بآثار صفعات السنين على وجوهنا. فجأة نستقبل الخذلان بتقبل مريب ، والغدر بصمت رهيب . فجأة لا نتألم ولا نستنكر،  بل نعتبر كلّ شيءٍ أمرا اعتياديا وزوايا عمياء لم نشاهدها لأن حبنا للأشخاص يحجب عنا الرؤيا. دفعة واحدة تكتشف ان من كانوا لك عمرا وماضيا جميلا  لم يروا فيك إلا مرحلة كانت تقتضي وجودك. فجأة تفهم انك كنت زاوية النثريات والإكسسوارات التي تجعل الآخرين يرون حياتهم باذخة بالأحبة. فجأة تدرك كم كنت مغفلا ولكنك لست نادما على مشاعر صادقة تمت مقايضتها بمصالح آنية. فجأة تكتشف انك كنت دائما في وضع التقييم حسب ما يتطلبه الوضع ، بل والأغرب انك أصبحت  توضع في مقارنة مع من كان ديدنهم دوما التخلي في أحلك الظروف في الوقت الذي انت كنت مستعدا ان تجعل من عظام ظهرك جسرا ليمروا من فوقه .  وكما يقال النسيان آفة ، ولكن الإنسان هو من يدير كفة النسيان باتجاه رغباته . تبا لكم أيها المصابون بزهايمر المشاعر  وضبابية المواقف ودبلوماسية الكلمات. يحيا النسيان الذي عرفتموه والمشاغل التي جعلتم منها سجادة تفرد على أرض النكران. كم انت دائرية أيتها الأرض التي تدور فيدور البشر  يمينا ويسارا ولكنهم لا يجدون وجهة الاحباء فقد ضلوا الطريق وفقدوا البوصلة. ولكن هل نحن نادمون؟!  كلا فالدروس لم تكن يوما بالمجان. لم نكن يوما اول من خُذل ولا آخر من عاش حزن غيره وتُرِك وحيدا عندما حلّ فرحكم. اخيرا اشكركم على توضيح الرؤيا. 
#بقلمي

#إيمان_مرشد_حمّاد 

ليست هناك تعليقات: