الأحد، 12 مارس 2023

نص نثري تحت عنوان{{محطات الذاكرة.. ١٤..}} بقلم الكاتبة العراقية القديرة الأستاذة {{اطياف الخفاجي}}


محطات الذاكرة.. ١٤..
الحروف مستقرها الورق
أما الأقلام فمستودعها ملامحنا

عندما ينغرز الحرف في أرواحنا
تصبح ملامحنا أقلام.

كلما ابتعدنا عن الحديث أصبحنا أكثر فكرا فجمال الصمت في تدوين ماترغب فيه على الورق.

ترمق بناظريها ذاك البعيد حيث فقدت بصرها ها هناك. 

لازلتُ اعزف في ناي قلبي نبضاً يشبه غيابك.

يحدث..
ولي من الصبرِ كيعقوب كلما ابيضت عين شوقهِ جنى رؤيا الحبيبُ قريبُ.

ثم يحدث
أن تسجن في وطنك الذي اخترته،
رغم قصر أكفّ اهتمامه. 

ويحدث أن تسيل الدموع من عين شمعة دون إشعال فتيلها، فقط لكون من لامستها أكفٍّ عابر كان ينتظر أن يوقدها آخر المارين في دروب العشق المنهوك.

ذات مرةٍ طرق الليل نافذة سطوري ليخبرني إن بعضاً من حروفي قد سرقها قلمٌ غاشم، احتاج لتدوين رسائل ليلٌ مظلم فلم يجد إلا سطورك ليسرقها حتى وضعها في جب عروسٍ زفت للموت قبل ارتداء ثوب زفافها المنقوش بقصاصات خناجر الألم متراصفة عبر صيحات الليل.

قيل الشوق للغياب، متى تختفي من قلوب الغرباء، فرد بصوتٍ مرتجف، عندما تلتقي أكف اللقاء.

أحلامٌ تختبئ تحت صمت الوسائد
احترقت رغم نوم العشق العميق
أزقة سوداء اعتلاها أنين المارين على أحلامهم المنسية.

حين يغادرني
طيفك المدفون في عمق حديثي
تنزف الروح حوارات مستعجلة.

دعني أغزل من ريق اللقاء اجهاشة دعاء.

اطياف الخفاجي 

ليست هناك تعليقات: