ترفّعتُ ..
علقتُ بحبل السموِّ مَتِينْ
ترفّعتُ عنْ كلّ ما قَدْ يشينْ
غفرتُ إساءة كلّ بعيدٍ
وكلّ قريبٍ وكيفَ تكونْ
تعاليت عن كلّ حُسْدٍ وغدرٍ
وعن كلّ بغضٍ وحقدٍ دفينْ
وكلّ الذّنوب وكلّ المعاصي
وحلّ بقلبي سلامٌ مَكينْ
مللْتُ منَ القبحِ تحتَ نقابٍ
وظلمٌ وقهرٌ وسوء ظنونْ
كرهت النّفاقَ ..كرهتُ الرّياء
ومن يهزؤون .. ألا يستحونْ
ومن لا يحبّون للغير خيرا
وكم يعتدون ألا يؤمِنونْ
ومن دمّروا أممًا وشعُوبًا
أثاروا الحروبَ .. أمَا يتّقونْ
ومن يزرعون بذور الشّرورِ
فظلّوا .. وأنفسهمْ يظلِمُونْ
وفي الجسْمِ أرواحهم كم تعاني
كمن كان في مظلمات السّجونْ
سئمتُ الحروب وكلّ الخطوبِ
ودهرا قسا للكرامِ يخونْ
وأمّا الّذينَ على الدّرب ساروا
وفي الطّبعِ منهم نقاء ولينْ
وفي القلبِ نور وفيض جمالٍ
فممّا بداخلهمْ ينفقونْ
إذا ما الزّمان عليهم تجنّى
أضاؤوا كشهبٍ بليلٍ حزينْ
كذلك إنْ تسحقِ الياسمين
يجود بعطرٍ ودون أنينْ
فما كلّ نفسٍ بغير جمالٍ
ولا كلّ قلبٍ تأذّى يخونْ
فبعض النّفوس تفيض سناء
وفيها معاني الجمال فنونْ
وَكلٌّ بما فيهِ حتما يجودُ
فهذا بنورٍ وذاكَ بطينْ
بقلمي / رفا الأشعل
على المتقارب
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق