الاثنين، 20 مارس 2023

نص نثري تحت عنوان{{في لحظة .. من باقة لحظات متشابهة}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مهند المهند}}


 في لحظة .. من باقة لحظات متشابهة

ناظرتها
بشيءٍ من الإنبهار المغرور
متكئه
على ذلك السطح العاكس
كأني بها تغريه بحسنها المرمري الناعم

وبكل تعجرف تلك البشره
ذات المزيج العجيب
من القمح والفضه
أخذت تعكس لونها على اصغر اجزاء الذرّه
تزاحم كل قطع الاثاث المتكلف الذي يحيط بها
حتى غدت بقدره غريبة
الجسم الوحيد المرسوم على ذلك السطح
الجامد .. ..
الا من نبضها!!

وجهٌ
كزهر الفُل
فلسفي الجمال
ذو التفاته غامضة المغزى
فاتنة النظرات

وجبينٌ
كالفجرِ منبلج
بعيد المدى .. صافيٌ كالمرمر

يرتكز في مدار شمسه
نسرٌ مهيب
فارداً جبروته
يرنو للقلوب .. فتزوغ
في مداركه
وتذوب !!

عيناها
كفصل الخريف

مساحات شاسعة من حسنٍ ذهبيٍ ناعس
يضفي على رسمها العربي
السحر المنشود

سحابٌ
خالص البياض .. بسموّ
صُبَّ فيه شيئاً من ...
العسل
الخالص النقاء .. بإغراء
يحتضن فلكه
بعضٌ من اعشاب ربيعية خضراء
لازال الطل ينال من اخضرارها

و
جبٌ عميق
يدعو للغرق في عمق اسراره

تحيطان بكل جبروتٍ واثق
مقبض سيفٍ جبّار
لم يُصنع مثيله الا
في عصر هارون الرشيد
يبدو من أطرافه المصقولة بشكلٍ متقَن
انه خُلقَ ليخوضَ الحروب
ويعلو بشموخه الأملس
كأعلام النصر

طالَعني ثغرٌ
ككرومِ عِنبٍ قاني
مكتنزةٌ في تلك الشفاه
بحمرةٍ طغت على حمرة الخدود

فلقتين لا تخيّران في مفاتنهما
منفرجتان بغنجٍ صاخب
تـُسكران الأفئده
كلما تجرعت من خمور فتنتهما الأبصار

وحُسنُ ذَقنٍ
يَبرُزُ بِجُرأة
ليختم آية من سحر الشفاه!

اكتمل القمر
في ليلة .. من غير ميعاد
وبقدرة ربانيه
غدت كل الليالي
تنسدل من غروبها .. كالستار
لتبدأ قصة مساء صيفٍ دافئ النسمات

تحيط بوجه القمر
النخبة من مساءاتٍ فارعة الطول
بعضها ثائرٌ على هدوء بعضها
بإلتواءاتٍ طفولية
تتخللها خصلات من اشعة القمر
تـ ـنـ ـبعان
من آخر شعاع نور اختلط بلون المغيب
فـ ـتـ ـتـبعان
سيلاً من الظلام المسترسل في ملكوته الخاص
حتى الرمق الاخير من غصنٍ
منسقةٌ اطرافة
خلاّاق في دقة استدارته

 ... .. .
مهند المهند 
أنا وحرفي توأمان

ليست هناك تعليقات: