الأحد، 26 مارس 2023

نص نثري تحت عنوان{{مجالسة مع نفسي في غير موعدها}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مهند المهند}}


يا رب أن  كنت قدرت أن ترى كربتي فوق كل الكرب
فهب لي قلبا قويا صبورا علَى الهجر والبعد مهما اكتَأب
..
 مجالسة مع نفسي في غير موعدها 

جلست أراقب حبات المطر المترقرقة على زجاج نافذتي  وكأنها أستجمعت نفسها  على الزجاج مستأنسة بدفء الغرفة لائذة من جنون الشتاء 
ولا أدري أهي ترتجف بردا أم خوفا من الريح العاوية  التي تحاول إنتزاعها من مأمنها فليتني في هذه اللحظة أصل الى حيث ينتهي نظري هناك  لكن الرياح أقرب مني لتصل الى زاوية النافذة وهناك أصرف نظري  فانا لا أحتمل أن يبقى الوقت يزعجني وأنا أنظر اليه

ها أنذا سأبدأ بترتيل حفل زينتي حين صعودي للسماء  فانا قد علمت منذ الصغر أن لا أعرف خوفاً وأن لا أتراجع أبدا كضعيف جبان ولا أن أعرف فوق الأرض مكانا   أركض هربا إليه من شخص ينسج الأكفان وعن آخر يحفر قبري 
..
لقد كتب الله مالِي جرى وإِني لراض  بما قد كتب
وشاء وشاءت ارادته اعيش حليف الهوى والنصب
..
وكي لا أبقى أشعر بتقدم الزمن عبثا سأستجمع ما قد مضى وأشق أرصفة الكلام لدفتري عساها تستريح الحروف لنجدتي  وقتها سألبسها بهجة أيام الطفولة وأكمل دربي من حيث إنتهى من غير جواب فقد كان للخيبات معي سلسلة نجاحات ولي معها سلسة هزائم تؤلم صفعتها روحي  يتأوه الأمل داخلي وتصر على التمسك بي ما حييت 
أخيرا
لم أكن لأتنازل بسهولة عن أحلامي ولكن شيئا فشيئا بعدما حاصرتني الجدران وبعدما أصبحت عقارب الساعة تقترب مني لاهثة دون أن تهتم بجنون تسارع دقات قلبي الموجوع لتنثر مزيدا من شظايا القلق التي أسقطتني سريعاً لأعود بعدها أرى الأصوات وأسمع الرؤى فثمة شهقة تصارع الموت 
..
سأعود ثانية وحدي  وإحساس بالتشتت يرافقني يأخذني معه ويحملني أشلاء وينثرني بين مجرات عطشي بعدما نال ما شاء وترك بين أحضان إبتسامتي ألف دمعة تحتضر 

إلى حين يلملمني شتاتي ويغادرني وجودي وأعود من رحيلي سأعود لأطرح عليكم نفس السؤال
 هل لي في روحي حق البقاء 
وإن قدرت الفرصة أن تمنحكم وقتا لتقرأوا الجواب 
لا تتكلفوا كثيرا ولا تجعلوا ألف سكينة تنطق وامنحوني بعض ثوان حتى لا أتفاجأ لعدم الرد 

لذاكَ أذا مت  لا تعجبي نعم أن أنا عشت فاقضي العجب
كذا قد قضى الله ما قد قضى فأهلا  بِما قد قضى وكتب.
مهند المهند 

أنا وحرفي توأمان 

ليست هناك تعليقات: