الأحد، 23 أبريل 2023

قصيدة تحت عنوان{{نفسُ البحار}} بقلم الشاعر السوري القدير الأستاذ{{سهيل أحمد درويش}}


نفسُ  البحار ...!

________

عيوني بنفسِ البِحارِ غَرِقْنَ

و نزفِ الدّماءْ...!

سَقَيْنَ  رموشَ الهوى من جفوني 

 و زخّ الشتاءْ 

و أقبلنَ يحكينَ قصةَ حُبِّي 

و يرويْنَ من كُلِّ سطرٍ جراحاً

و يشربْنَ منْ كُلِّ عينٍ دِلاءْ 

عيوني بنفسِ البحارِ غرقْنَ 

و أنتِ كما أنتِ ، أصلُ البلاءِ 

و أصلُ الشَّقاءْ

عيونِي تبارَتْ ، تريدُكِ غيماً 

تريدكِ نَجْماتِ كُلِّ السَّماءْ

و غيّرتُ دربي ، و غنيتُ لحني 

و أنتِ ، كما كنتِ ،  كُلَّ الغناءْ 

جريتِِ بشريانِ قلبي وروحي 

و سميتِ  جُرحي نزيفاً إليكِ

صهيلَ الخيولِ ، أصيل الغروب 

و كل مساءْ 

وريدي تمشَّى ، بعينيكِ حتى 

تريدُ الرموشَ بمحرابِ حبي 

فكانَ كما أنتِ ، اشهى الدواءْ 

عيوني بنفسِ البحارِ غرقنْ

و بللْنَ خدّي ، بموجِ يصير 

كما البيلسانِ 

يصير نداءً ، يصير حداءْ 

غريب انا في جنوني و قلبي 

غريب ، عجيبٌ

لأنكِ أحلى عيونِ النِّساءْ   ....!

و سرتُ غريباً ، حواليّ أنتِ 

حواليّ زخٌّ ، يئنُّ أنيناً 

 و يجري حزيناً ...

يكوّن فيكِ بحيرة ماء  ...

حواليَّ سربُ العصافيرِ يبدو 

كغزلانِ غابٍ ، و رقصةِ جرحٍ 

بقلبي سواءْ

أنا ما رأيتكِ غمرةَ روحٍ 

انا قد رأيتكِ ،  أحلى ربيع 

و أدفا  شتاءْ ...

عيوني بِنفسِ البحارِ غرقنَ 

بنبضٍ ، و عشقٍ ...

 و غربٍ ، و شرقٍ

أموت و أحيا ، بعينيك عشقاً

و أبغي البقاء 

أنا انتِ ،  يا كل شهقةِ قلبي 

و  نفسُ البحارِ ، أتينَ إليكِ 

تريدُ تكونُ 

شرايينَ كُلِّ وريدٍ ، و أبقى 

سليلَ الجفونِ 

وروحي إليكِ ، تموتُ و تحيا 

تريدك ألف صباح بقلبي 

و ألف مساءْ  ...!  


سهيل أحمد درويش

 سوريا _جبلة 

ليست هناك تعليقات: