الأحد، 14 مايو 2023

قصيدة تحت عنوان{{موطني}} بقلم الشاعرة التونسية القديرة الأستاذة {{رفا الأشعل}}


موطني ..

يا موطني يا جنّة  القصّادِ
ينسابُ حبّكَ  في دمي وفؤادي

أحلى الرّبوع وجنًة كم أشرقت
وتوشّحتْ بالنّور والأمجادِ

فيه الطّبيعة ترتدي حُلَلَ النّقا
ومَحَاسِن جلّتْ عن التّعدادِ 

ورأيتُ آيات الجمال وسحره 
بشطوطه والبحرِ والأطواد

قد زادهُ عبر العصورِ تراقيًا
ما شيّدتهُ همّةُ الأجدادِ

واذا ابتعدتُ مسافرا أشتاقهُ
شوقَ المحبّ المستهامِ الصّادي  

أشتاقُ للأطلالِ..  رمز حضارةٍ
كانت  لأسلافٍ  من الأسيادِ

لسهوله .. صحرائه .. غاباته
للبيلسانِ على ربا  ووهادِ

للطّيرِ يشدو .. للحمامِ مرَفرفًا
بين الغصونِ وللحبيبِ ينادي

للنّخل في الواحاتِ..سرّ ساحرٌ
حيثُ الطّبيعة والجمالُ الهادي

كم قد نظرتُ إلى السّما متأمّلا
زهر النّجومِ  ونورها الوقّادِ

كم سرتُ بينَ نخيلها مترنّمًا
وأذبتُ سحرَ الكون ِ في إنشادي

سحر الصّحاري في بلادي ملْهمٌ
وابن الجنوب حروفه من جادِ

قرطاج مجدك خالد متفرّد 
تاجٌ  تلألأ  من  علا الأجداد

وقضى له بالعزّ أهل زماننا 
بشهادة الأعداء والحسَاد

علّمتني الحبّ الّذي لا ينتهي
قرطاج كم يهفو إليك فؤادي

قرطاجتي .. يا جنّةً خلاّبةً
أفديك من غدرِ ومن أحقادِ

والله أسأل أنْ يزيدك رفْعَةً
تنمى على الأزمانِ والآبادِ

وجدودنا قد زيّنوا أزمانهمْ
جرّوا ذيولَ العزّ .. والأبرادِ 

كانوا نسورًا في العلا قَدْ حلّقوا
بلغوا المعالي ذروةُ  الأمجادِ

سرّ الحياة تحوّلٌ وتجدّدٌ
بعضُ الجدود يعيش في الأحفادِ

                   رفا الأشعل 

ليست هناك تعليقات: