الصباح أمامي ،
في عينيك الناعستين .. يغفو تحت أهدابك الذابلة .
هلّا سمحتِ له بالصحو ؟
هي :
لا لن أفعل ..
هو :
لماذا يا مدللتي ؟
خاطبته باندفاع :
عندما تأذن لليل بالأفول عن عينيك .. عندها أعدك بأن يظهر لك الصباح جليا .
أطرق لدقائق ثم قال :
لا بد للصباح من ليل يعقبه ، وليل يسبقه !
دعي الليل يغفو بين جفوني وهاتِ الصباح .
هي :
حسنا فلنتبادل الأدوار .
هو :
لا ، لا يليق بمولاتي السواد .
هي :
إذن دعنا نقف عند شرفات الفجر ونلقي خلفنا كل صبح وكل ليل ..
هو :
وكيف لنا أن نغفو ؟
وكيف لنا أن نواصل الحياة ؟
هي :
عند الفجر .. سنتدثر بثوب السماء .. ثوب فيه شيء من لون النهار ..
وشيء من لون الليل .
هو :
لكن عند الفجر يتدثر الشفق بثوب من حماقات النهار .
هي :
وهل نسيت المغيب ؟
عند المغيب ، يغيب الشفق في دهاليز الليل .
نحن متعادلين إذن .
هو :
وأين هو العدل ؟
هي :
عند الفجر صلاة وعند المغيب صلاة .. والطهارة ركن للصلاة والطهارة ركن للحب ،
ودونها كلاهما باطل .
هو :
الحب صلاة يا صغيرتي وطهرها عينيكِ .
هي :
أنت تتوضأ بدمعي إذن ؟
هو :
عندها يكون وضوء باطل .
هي :
إذن حبنا باطل ..!!
هو :
لا ، لا ليس باطلا .. حبنا مؤمن .
هي :
كيف هو كذلك ؟
هو :
المؤمن يبكي في الخشوع !
هي :
والله يغفر الذنوب .. ونحن ، ماذا نجني من الدموع ؟
هو :
والله ينزل سكينته على القلب .. فتنجلي ذنوب العاشقين وزلاتهم .
هي :
لكن القلب كثير الخطأ ..!
هو :
وممحاة الذنوب لا تملّ .
نوبة من الصمت نشبت أظفارها بعقلي ، ولم أعد قادر على مواصلة الحديث .
همست لي في أذني :
.
.
.
هل تعلم ما هو الحب ..
قلت لها : أجبيني إنت !
حدقت بعيني طويلا ثم قالت :
قلتِ لي ذات مرة أن الحب هو الحب مجرد من كل شيء إلا من نفسه !
و أنا أقول لكِ الآن .. أن الحب هو الحب مجرد من كل شيء إلا منكِ .
وبين صمت وحب .. انتهى الحوار...
......................
مهند المهند
أنا وحرفي توأمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق