الأحد، 21 مايو 2023

نص نثري تحت عنوان{{الصباح أمامي}} بقلم الكاتب السوري القدير الأستاذ{{مهند المهند}}


الصباح أمامي ،
في عينيك الناعستين .. يغفو تحت أهدابك الذابلة .
هلّا سمحتِ له بالصحو ؟

هي  :

لا لن أفعل ..

هو :

لماذا يا مدللتي ؟

خاطبته باندفاع :

عندما تأذن لليل بالأفول عن عينيك .. عندها أعدك بأن يظهر لك الصباح جليا .

أطرق لدقائق ثم قال :

لا بد للصباح من ليل يعقبه ، وليل يسبقه !
دعي الليل يغفو بين جفوني وهاتِ الصباح .

هي  :

حسنا فلنتبادل الأدوار .

هو :

لا ، لا يليق بمولاتي السواد .

هي :

إذن دعنا نقف عند شرفات الفجر ونلقي خلفنا كل صبح وكل ليل ..

هو :

وكيف لنا أن نغفو ؟
وكيف لنا أن نواصل الحياة ؟

هي :

عند الفجر .. سنتدثر بثوب السماء .. ثوب فيه شيء من لون النهار ..
وشيء من لون الليل .

هو :

لكن عند الفجر يتدثر الشفق بثوب من حماقات النهار .

هي :

وهل نسيت المغيب ؟
عند المغيب ، يغيب الشفق في دهاليز الليل .
نحن متعادلين إذن .

هو :

وأين هو العدل ؟

هي  :

عند الفجر صلاة وعند المغيب صلاة .. والطهارة ركن للصلاة والطهارة ركن للحب ،
ودونها كلاهما باطل .

هو :
الحب صلاة يا صغيرتي وطهرها عينيكِ .

هي  :

أنت تتوضأ بدمعي إذن ؟

هو :
عندها يكون وضوء باطل .

هي :

إذن حبنا باطل ..!!

هو :

لا ، لا ليس باطلا .. حبنا مؤمن .

هي :

كيف هو كذلك ؟

هو :

المؤمن يبكي في الخشوع !

هي :

والله يغفر الذنوب .. ونحن ، ماذا نجني من الدموع ؟

هو :

والله ينزل سكينته على القلب .. فتنجلي ذنوب العاشقين وزلاتهم .

هي :

لكن القلب كثير الخطأ ..!

هو :

وممحاة الذنوب لا تملّ .

نوبة من الصمت نشبت أظفارها بعقلي ، ولم أعد قادر على مواصلة الحديث .

همست لي في أذني :
.
.
.
هل تعلم ما هو الحب ..

قلت لها : أجبيني إنت !

حدقت بعيني طويلا ثم قالت :

قلتِ لي ذات مرة أن الحب هو الحب مجرد من كل شيء إلا من نفسه !
و أنا أقول لكِ الآن .. أن الحب هو الحب مجرد من كل شيء إلا منكِ .

وبين صمت وحب .. انتهى الحوار...
......................

مهند المهند 

أنا وحرفي توأمان 

ليست هناك تعليقات: