{ غدر الذئاب }
إذا أقبلت الدنيا عليك يوما
وأصبحتُ من رجال الأعمال
رأيت بعض أقاربك كل يوم
يأتون إليك بالورد أحمالا
ترى شفاههم تلهث إليك
وتمطرك بـ القُبل يمينًا وشمالا
وإن تنحنحت ونطقت شفتاك
صرخوا جميعا ما هذا الجمال
وعندما تكرمهم وتغدق عليهم
تصبح فوق رؤوسهم عقالا
وإن أدبر وانقلب الدهر عليك
وأصبحت بحالٍ غيرِ حال
و جار عليك الزمان ومالَ
وأصبحت عليهم شحيح المال
فسوف ترى الوفاء في الكلابِ
وغدر الذئاب في عيونِ الرجالَ
فكم أخِ جعلك تقول أخًا
بعد أن أسكنته رؤوس الجبال
كان بـالأمس يطرق بابك
ويغزل من المودة والحب حبالا
ويجلس بـصدر مضافتك شامخا
ويشرب من فوح قهوتك دِلالا
ويحمّل من فيض خيرك ما يحلو له
ويسوق من أجمل أطيابها جِمالا
والآن إن رآك قادما يميل بوجهه
ويتمتم المعوذتين لله تعالى
ويختبئ گالأرنب داخل جحره
ويدفن قسمات وجهه بالرمال
ويشمت لـمصابك وكيف أصبحت
ويعتقد بإن المال يصنع الرجال
فإن النفس إن بليت بكيدها
أصبحت أخطر من مرض عضال
وكم عمِ يعمُ الويل منه
ينام ويصحى على الجدال
يريد أن يقاسمك إرث أبيك
وماله تلال فوق تلال
وإن طالبت يوما بحق أبيكَ
قام عليك ... صال وجال
وكم خال من الأخلاص خالِ
يميل معك كيفما الضهر مال
إن أكرمته حملك على صهوة خيله
وإن شححت عنه يخبئ الجِلال
فـ آآآه لـ روح تسكن العزة فيها
لا تركع إلا لله إجلالا
صدق من قال لا تعاشر المنافق
وإن جلس قربك شِدَّ الرحال
وإن كان المال يصنع الرجال
فنادِ واصرخ للموت تعالَ
علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق