***نايات الصمت***
وماذا بعد...؟!!!!
إلى متى يستمر هذا الشتاء ...؟!!!
وهذا اللحن الحزين
الذي تعزفه نايات الصمت...
فيُغري بَجعاتِ الشوق
بالرقص على جليد المشاعر....
سئمت الجلوس أمام هذه المدفئة
أوقد لها هشيم روحي حطبا...
والصقيع يغرس أنيابه في أوصالي...
ومن شدة بؤسي أغالط نفسي وأكابر...
متى ستتوقف دموع السماء...؟!!!
لأستعير أجنحة الحنين...
وأنطلق في رحلة الربيع
مع سرب الطيور المهاجر...
لاأذكر كم مضى علي من الدهر
وأنا هاهنا أستنزف عصارة الصبر...
والصبر يستنزف فتيل الروح...
فيستحضر أهازيج الأنين
والعمر،لحظاته شلال هادر...
وماذا بعد...؟!!!
وإلى متى يستمر هذا الهدوء المستفز...؟!!!
الذي تنتحر على أعتابه الكلمات...
وكأنه موت محتوم
يتولد من بين مخالب وحش كاسر...
تتلاشى أنفاسي في ظلمته...
فينتفض قلبي المهموم
ليضل كلً الممرات والمعابر...
حتى أني لا أذكر كم شمعة ذابت
وأنا أبسط لها كفيً هاتين
ولست أبالي بألم الحريق...
فألم الإنتظار وجع محموم
وظلال الوهم شبح جائر...
وماذا بعد، يانايات الصمت...؟!!!
ألا عزفتِ وحشتي، لحنا أمازيغيا
تهتز له،شَجَنًا، حوافرُ الخيل...!
ألا عزفت وجعي، لحنا غجريا
تردده العذارى في جوف الليل...!
ألا حدًثِتني عن قصص الرعاة
وأغانيهم المتوارثة جيلا بعد جيل...!
ألا علمتني كيف أسمع دبيب الحياة
في عمق الأرض وخلف ستائر الغَيْل...!
وعلميني كيف أفقه حشرجة الموت
في أوراق الخريف وعقد الثيل ...!
وماذا بعد هذا الصمت ،أيتها النايات...؟!!!
فدعيني، إذن أعلمك اِبتلاع الكلمات
ونقش الأسرار على صفحات الوجع...
ولنحترف الصمت كلانا....
إلى أن تعود من رحلة الجنوب
قطعان الأيل وطيور البجع...
بقلمي
فاطمة محمد العيساوي
المملكة المغربية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق